صدر في ستة مجلّدات، وله "جزء حجّة النبي وعمراته"، من البحوث النادرة المستقصية لجوانب الموضوع.
هذه الكتب التي صدرت تعريفها الأوساط العلمية، لا سيّما أوساط المحدّثين، وأقول لمن لم يطلع عليها، ولم يسمع عنها: إنها تمتاز بما يلي:
١ - التحري الدقيق في نقل المذاهب، وعزو الأقوال إلى أصحابها، والرجوع في كلّ مذهب إلى مراجعه الأصلية.
٢ - الإنصاف مع أصحاب المذاهب الأربعة، مع تمسّكه بالحنفية على بصيرة وعن اقنتاع علمي، وتأييد وتدليل.
٣ - الإكثار من النقول، وجمع الاقتباسات من كتب فقهية، وحديثية كثيرة، ربما لا يطلع عليها القارئ في كتاب آخر بهذا الاستقصاء والجمع الشامل.
٤ - ذكر أدلة المذاهب الأخرى مع ترجيح أدلة المذهب الحنفي في أسلوب هادي، واحترام للجميع، وحبّ، وإكبار.
٥ - الشمول والإحاطة والتعرّض لكلّ ما يتعلق بالبحث من أمور كلّية وجزئية، يتلجلى ذلك بوضوح في مجهوده العلمي الكبير:"أوجز المسالك إلى مؤطأ الإمام مالك".
٦ - والميزة السادسة التي تميز جميع كتبه عن كتابات كثير من العلماء هو إخلاصه في التأليف، وعدم الانتفاع بها ماديا، ووقفها في سبيل العلم والدين، والأخذ بالآداب الرفيعة أثناء التأليف، الأمر الذي أورث كتبه تأثيرا عميقا في النفوس.
وقد خلّف شيخ الحديث مكتبة ضخمة من المؤلّفات في مختلف المواضيع العلمية، وكتبه في الترغيب والترهيب المعروفة بفضائل الصلاة، وفضائل الزكاة، وفضائل الصوم، والحج، والصدقات، والدعوة، وغير ذلك، كتب سارت مسار الأمثال، وطارت في الآفاق، وقرئت في المساجد،