سميت هذا الكتاب مما يشبه اسميهما، ووسمته بما يقرب في الحسن من وسميهما- وإنما هي كلمات اشتملت على معان شتى الصور وأغراض مختلفة الخبر، جليلة الخطر، منها ما طال عليه القدم، وشاب على تناوله القلم، وألم به الغفل من الكتاب والعلم. ومنها ما كثر على الألسنة في هذه الأيام، وأصبح يعرض في طرق الأقلام وتجري به الألفاظ في أعنة الكلام؛ من مثل: الحرية والوطن، والأمة، والدستور، والإنسانية وكثير غير ذلك من شؤون المجتمع وأحواله، وصفات الإنسان وأفعاله أو ما له علاقة بأشياء الزمن ورجاله؛ يكتنف ذلك أو يمتزج به: حكم عن الأيام تلقيتها، ومن التجاريب استمليتها، وفي قوالب العربية وعيتها وعلى أساليبها حبرتها ووشيتها؛ وبعض هذه الخواطر قد نبع من القلب وهو عند استجمام عفوه، وطلع في الذهن وهو عند تمام صحوه وصفوه؛ وغيره- ولعله الأكثر - قد قيل والأكدار سارية، والأقدار بالمكاره جارية، والدار نائية، وحكومة السيف