للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الْمِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَوْلُهُ: (دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ) بِالرَّفْعِ أَيْ: هُوَ دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ حِينَ بَنَى الْكَعْبَةَ فَقَالَ: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ} [البقرة: ١٢٩] فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ، وَفِي نُسْخَةٍ بِالْجَرِّ عَلَى الْبَدَلِيَّةِ مِمَّا قَبْلَهُ وَكَذَا قَوْلُهُ: (وَبِشَارَةُ عِيسَى) يَعْنِي قَوْلَهُ: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: ٦] (وَرُؤْيَا أُمِّيِ الَّتِي رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْنِي:) قَالَ الطِّيبِيُّ وَغَيْرُهُ: يُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ مِنْهَا الرُّؤْيَةُ فِي الْمَنَامِ، وَفِي الْيَقَظَةِ، فَعَلَى الْأَوَّلِ مَعْنَى وَضَعَتْ أَيْ شَارَفَتْ وَقَرُبَتْ مِنَ الْوَضْعِ، وَذَلِكَ مَا رَوَاهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ الْوَفَاءِ أَنَّ أُمَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَتْ حِينَ دَنَتْ وِلَادَتُهَا أَتَاهَا آتٍ فَقَالَ: قُولِي أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ، بَعْدَ أَنْ رَأَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ أَنَّ آتِيًا أَتَاهَا وَقَالَ: هَلْ شَعَرْتِ أَنَّكِ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَنَبِيِّهَا، وَعَلَى الثَّانِي يَكُونُ الْمَرْئِيُّ مَحْذُوفًا وَهُوَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ (وَقَدْ خَرَجَ) أَيْ: ظَهَرَ (لَهَا) أَيْ: لِأُمِّي (نُورٌ أَضَاءَ) أَيْ:؟ تَبَيَّنَ (لَهَا مِنْهُ) أَيْ: مِنْ ذَلِكَ النُّورِ (قُصُورُ الشَّامِ) وَذَلِكَ النُّورُ عِبَارَةٌ عَنْ ظُهُورِ نُبُوَّتِهِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَاضْمَحَلَّ بِهَا ظُلْمَةُ الْكُفْرِ وَالضَّلَالَةِ. وَفِي نُسْخَةٍ بِنَصْبِ " قُصُورَ "، وَهُوَ لَا يَخْلُو عَنْ قُصُورٍ لِوُجُودِ مِنْهُ، وَإِلَّا فَأَضَاءَ جَاءَ لَازِمًا وَقَاصِرًا (رَوَاهُ) أَيِ: الْبَغَوِيُّ الْحَدِيثَ بِكَمَالِهِ (فِي شَرْحِ السُّنَّةِ) . أَيْ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْعِرْبَاضِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>