١٨٥٢ - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ، فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ أَوْشَكَ اللَّهُ لَهُ بِالْغَنَاءِ، إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ، أَوْ غِنًى آجِلٍ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ
ــ
١٨٥٢ - (وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ ") أَيْ: حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، وَأَكْثَرُ اسْتِعْمَالِهَا فِي الْفَقْرِ وَضِيقِ الْمَعِيشَةِ " فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ " أَيْ: عَرَضَهَا عَلَيْهِمْ، وَأَظْهَرَهَا بِطَرِيقِ الشِّكَايَةِ لَهُمْ، وَطَلَبَ إِزَالَةَ فَاقَةٍ مِنْهُمْ. قَالَ الطِّيبِيُّ: يُقَالُ: نَزَلَ بِالْمَكَانِ، وَنَزَلَ مِنْ عُلُوٍّ، وَمِنَ الْمَجَازِ نَزَلَ بِهِ مَكْرُوهٌ، وَأَنْزَلْتُ حَاجَتِي عَلَى كِرِيمٍ، وَخُلَاصَتُهُ أَنَّ مَنِ اعْتَمَدَ فِي سَدِّهَا عَلَى سُؤَالِهِمْ " لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ " أَيْ: لَمْ تُقْضَ حَاجَتُهُ، وَلَمْ تَزَلْ فَاقَتُهُ، وَكُلَّمَا تُسَدُّ حَاجَةٌ أَصَابَتْهُ أُخْرَى أَشَدُّ مِنْهَا " وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ " بِأَنِ اعْتَمَدَ عَلَى مَوْلَاهُ " أَوْشَكَ اللَّهُ " أَيْ: أَسْرَعَ وَعَجَّلَ " لَهُ بِالْغَنَاءِ " بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَالْمَدِّ: أَيِ: الْكِفَايَةِ، وَفِي نُسْخَةٍ: بِالْغِنَى. قَالَ شُرَّاحُ الْمَصَابِيحِ: رِوَايَةُ بِالْغِنَى بِالْكَسْرِ مَقْصُورًا عَلَى مَعْنَى الْيَسَارِ تَحْرِيفٌ لِلْمَعْنَى ; لِأَنَّهُ قَالَ: يَأْتِيهِ الْكِفَايَةُ عَمَّا هُوَ فِيهِ (إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ) قِيلَ: بِمَوْتٍ قَرِيبٍ لَهُ غَنِيٍّ، فَيَرِثُهُ، وَلَعَلَّ الْحَدِيثَ مُقْتَبَسٌ مِنْ قَوْلِهِ - تَعَالَى - {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: ٢ - ٣] " أَوْ غِنَى " بِكَسْرٍ وَقَصْرٍ: أَيْ: يَسَارٌ " آجِلٍ " أَيْ: بِأَنْ يُعْطِيَهُ مَالًا وَيَجْعَلَهُ غَنِيًّا. قَالَ الطِّيبِيُّ: هُوَ هَكَذَا: أَيْ: بِالْعَيْنِ فِي أَكْثَرِ نُسَخِ الْمَصَابِيحِ، وَجَامِعِ الْأُصُولِ، وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ " أَوْ غِنًى آجِلٍ " بِهَمْزَةٍ مَمْدُودَةٍ وَهُوَ أَصَحُّ دِرَايَةً لِقَوْلِهِ - تَعَالَى - {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: ٣٢] اهـ. وَفِيهِ بَحْثُ تَأَمُّلٍ (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute