واحترز بقوله:(أَخِيرُ الذِّارِياتِ) عن الموضع الأول فيها {وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ}[الذاريات: ٣٩]، فإنَّ الألف في هذا الموضع محذوفة كغيره من المواضع.
وقول الناظم:(لِنَافِعٍ ثَبْتُ كُلٍّ) فيه إشارةٌ إلى ما رَوَاهُ الإمام الداني بسنده إلى الإمام نافع، قال:(كُلُّ ما في القرآن من {سَاحِر} فالألف قبل الحاءِ في الكَتْبِ)(١).
تنبيه:
اعلم أنَّ جملة ما وقع في القرآن من الألفاظ التي تدور على مادة (سَ حَ رَ) عشرة أقسام:
الأول: ما اتفق القرَّاءُ فيه على قراءته بالمصدر، وذلك في {سِحْرٌ}، و {بِسِحْرٍ}، و {لَسِحْرٌ}، و {السِّحْرُ}، و {بِسِحْرٍ}، حيثما وقعت، فهذا لا خلاف فيه.
الثاني: ما اتفق القراء فيه على قراءته بالجمع، وذلك في لفظ {السَّحَرَةُ} في [الأعراف: ١١٣ و ١٢٠، يونس: ٨٠، طه: ٧٠، الشعراء: ٣٨ و ٤١ و ٤٦]، فهذا لا خلاف فيه.
الثالث: ما اتفق القراء فيه على قراءته بصيغة (فَعَّال)، وهو موضع واحدٌ:{سَحَّارٍ}[الشعراء: ٣٧]، فهذا لا خلاف فيه.
الرابع: ما اتفق القراء فيه على قراءته بصيغة (اسم الفاعل)، وذلك نحو:{لَسَاحِرٌ}[الأعراف: ١٠٩]، وهي سبعة مواضع مع الموضع السابق [يونس: ٢، طه: ٦٩، الشعراء: ٣٤، ص: ٤، غافر: ٢٤، الذاريات: ٣٩]، وهو ما نصّ الناظم عليه هنا، بقوله:(وَالكُلُّ سِحْرٌ).
الخامس: ما اختلف القراء فيه بقراءته بالمصدر، أو صيغة (اسم الفاعل)، وذلك