للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذلك {وَسَارِعُوا} [آل عمران: ١٣٣] بحذف الواو (١)، وكذا {مِنْهَا مُنْقَلَبًا} بالتثنية في [الكهف: ٣٦] (٢)، إلى غير ذلك من مواضع كثيرة في القرآن اختلفت المصاحف فيها، فوردت القراءة عن أئمة تلك الأمصار على موافقة مصحف هم، فلو لم يكن ذلك كذلك في شيء من المصاحف العثمانية لكانت القراءة بذلك شاذة لمخالفتها الرسم المجمع عليه، وقولنا بعد ذلك: «ولو احتمالًا»: نعني به ما يوافق الرسم ولو تقديرًا، إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيقًا وهو الموافقة الصريحة، وقد تكون تقديرًا وهو الموافقة احتمالًا، فإنه قد خولف صريح الرسم في مواضع إجماعًا، نحو: {السَّمَاوَاتِ} [البقرة: ٣٣]، و {الصَّالِحَاتِ} [البقرة: ٢٥] (٣)، {وَاللَّيْلِ} [الليل: ١] (٤)، {وَالصَّلَاةِ} [البقرة: ٢٣٨]، و {الزَّكَاةَ} [البقرة: ٤٣] (٥)، و {الرِّبَا} [البقرة: ٢٧٥] (٦)، ونحو {لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [يونس: ١٤]، و {وَجِيءَ} في الموضعين [الزمر: ٦٩] و [الفجر: ٢٣]، حيث كتب بنون واحدة (٧) وبألف بعد الجيم (٨) في بعض المصاحف، وقد توافق


(١) قرأ المدنيان وابن عامر بغير واو قبل السين {سَارِعُوا}، وقرأ الباقون بالواو {وَسَارِعُوا}. السبعة: ٢١٦، والنشر: ٥/ ١٦٥٦، انظر: شرح البيتين: ٥١ - ٥٢.
(٢) قرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر بميم بعد الهاء على التثنية، والباقون {خَيْرًا مِنْهَا} بغير ميم على الإفراد. السبعة: ٣٩٠، والنشر: ٥/ ١٧٨٥، انظر: شرح البيت: ٧٥.
(٣) في هذه الكلمة والتي قبلها، انظر: شرح البيت: ١٢٢.
(٤) انظر: شرح البيت: ١٢٤.
(٥) في هذه الكلمة والتي قبلها، انظر: شرح البيت: ١٥٤.
(٦) انظر: شرح البيت: ١٢٨.
(٧) أي في: {لِنَنْظُرَ}، وذكر الإمام الداني روايتان في كتابتها بنون واحدة، وَعَقَّبَ عليهما بقوله: «ولم نجد ذلك كذلك في شيء من المصاحف، وقال محمد بن عيسى: هو في الجدد والعتق: بنونين»، ونقل الإمام أبي داوود كلامه السابق، انظر: المقنع: ٢/ ٢٦٦ - ٢٦٧، ومختصر التبيين: ٣/ ٦٤٨، ٦٤٩، وانظر شرح البيت: ٦٧.
(٨) أي في: {وَجِيءَ}. انظر: شرح البيت: ١٠٠ - ١٠١.

<<  <   >  >>