للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحذر كل الحذر من نوم النهار أو أكثره، وتفويت صلاة الجماعة، أو تأخير الصلاة عن وقتها، فما صام من فعل ذلك.

واحذر من أن تذهب لصلاة التراويح خلف إمام بعينه فتفوتك صلاة الجماعة مع الإمام، فتكون كمن يعمر قصرًا، ويهدِم مِصرًا، وتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، فلا شيء من النوافل يعوض عن صلاة الجماعة مع الإمام.

واحرص على أداء صلاة التراويح في مسجدك، وشجع الإمام والمؤذن وجماعة الحي، وتعهد أولادك وأهلك، فهو خير لك وأعظم أجرًا، وأفضل من البحث عن مسجد آخر.

واعلم أن شهر رمضان هو شهر القرآن، فأكثِر فيه من قراءة القرآن الكريم.

واعلم أن القرآن الكريم هو الزاد والمزاد لك في دينك ودنياك وأخراك، اقرأه بتدبر لألفاظه ومعانيه وأحكامه ومواعظه، واعمل به، اختمه على الأكثر في كل شهر، أو في عشرين، أو في عشر، أو في سبع، أو في ثلاث، ولا تزد على ذلك، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- (١)، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يفقه من قرأ القرآن بأقل من ثلاث» (٢).

واعلم أن من قرأه في ثلاث أفضل ممن قرأه كل ليلة؛ لأن من قرأه في ثلاث أخذ بالسنة، ويمكنه تدبر ما يقرأ، أما من قرأه في أقل من ذلك فإنه لم يأخذ بالسنة، ولا يفقه ما يقرأ، وشق على نفسه، وربما ضيع حقوقًا أخرى لنفسه وأهله وولده وغيرهم، والمُنبَتُّ لا أرضًا قَطَع ولا ظهرًا أبقَى (٣).

وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن هذا الدين يُسر، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه، فسدِّدوا وقاربوا» (٤).


(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) ورد في حديث مرفوع أخرجه البزار في «مسنده» كما في «كشف الأستار» ١/ ٥٧ (٧٤)، وابن الأعرابي في «معجمه» ٣/ ٨٩٩ (١٨٨٣)، والبيهقي (٣/ ١٨) من حديث جابر -رضي الله عنه-. قال الهيثمي في «المجمع» (١/ ٦٢): «رواه البزار، وفيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل، وهو كذاب». وضعفه الألباني في «ضعيف الجامع» (٢٠٢٢).
(٤) أخرجه البخاري في الإيمان (٣٩)، والنسائي في الإيمان وشرائعه (٥٠٣٤) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>