للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعاً: أنه لو أريد بقراءة الخفض مسح الرجلين، فيحمل مسح الرجلين على الغسل؛ جمعاً بين الأدلة والقراءتين؛ وذلك لأن المسح يطلق على الغسل كما قاله جماعة من أئمة اللغة (١).

ثانياً: -من أدلة القول الثاني- عن أوس بن أبي أوس الثقفي (٢) -رضي الله عنه- «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على نعليه وقدميه» (٣).


(١) انظر: الاستذكار ١/ ١٧٨؛ الجامع لأحكام القرآن ٦/ ٩١؛ المجموع ١/ ٢٣٣؛ مجموع الفتاوى ٢١/ ١٣٢؛ تفسير ابن كثير ٢/ ٢٥؛ النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٦٥٧؛ لسان العرب ١٣/ ٩٨؛ المصباح المنير ص ٥٧١؛ مجمع بحار الأنوار ٤/ ٥٩٠.
(٢) هو: أوس بن حذيفة بن ربيعة بن أبي سلمة، الثقفي، صحابي، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروىعنه: ابنه عمرو، والنعمان بن سالم، وغيرهما، وتوفي سنة تسع وخمسين. انظر: الإصابة ١/ ٩٢؛ تهذيب التهذيب ١/ ٣٤٦.
(٣) أخرجه من طريق يعلى بن عطاء عن أبيه عن أوس بن أبي أوس: أبو داود في سننه ص ٢٩، كتاب الطهارة، باب، ح (١٦٠)، وأحمد في المسند ٢٦/ ٨٠، -ولفظه: (رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على نعليه، ثم قام إلى الصلاة) -وابن شاهين في ناسخ الحديث ص ٢٢١، -ولفظه: (رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى كظامة قوم بالطائف فتوضأ ومسح على رجليه) - والبيهقي في السنن الكبرى ١/ ٤٤٩، والحازمي في الاعتبار ص ١٨٥، نحو لفظ ابن شاهين، ثم ذكر ابن شاهين والحازمي: (قال هشيم: كان هذا في مبدأ الإسلام).
وعطاء والد يحيى المذكور في السند، قال عنه أبو الحسن القطان: مجهول الحال، ما روى عنه غير ابنه يعلى. ونحوه قول الذهبي حيث قال: لا يعرف إلا بابنه. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: مقبول. انظر: ميزان الاعتدال ٣/ ٧٨؛ تهذيب التهذيب ٧/ ١٩١؛ التقريب ١/ ٦٧٧.
والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود ١/ ٢٨٢، وذكر إسناده ثم قال: (وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير عطاء والد يعلى).
وأخرجه أحمد في المسند ٢٦/ ٨٨، من طريق حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن أوس بن أبي أوس عن أبيه، بلفظ: (عن أوس بن أبي أوس قال: رأيت أبي يوماً توضأ فمسح على النعلين، فقلت له: أتمسح عليهما؟ فقال: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل) فجعله من مسند أبي أوس، ويعلى رواه عن أوس دون والده. ومن نفس الطريقة أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ٩٦، وابن حبان في صحيحه ص ٤٥٤. وذكر البيهقي في الكبرى ١/ ٤٢٩، أنه منقطع.
وأخرجه من طريق شريك عن يعلى عن أوس بن أبي أوس عن أبيه أحمد في المسند ٢٦/ ٩٩، ولفظه: (قال: كنت مع أبي على ماء من مياه العرب فتوضأ ومسح على نعليه، فقيل له، فقال: ما أزيدك على ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع)، وبنفس الطريقة أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ٩٧. وقال الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود ١/ ٤٨٤: (فقد اتفق حماد في رواية الأكثرين وشريك على إسقاط عطاء من الإسناد وعلى أن الحديث من مسند أبي أوس، ليس من مسند ابنه أوس خلافاً لرواية هشيم وشعبة، وهي عندي أصح وأولى؛ لأنهما أوثق وأحفظ من حماد وشريك).
والحديث فيه اضطراب كما قاله الأثرم، انظر: إعلام العالم لابن الجوزي ص ٩٣، وقال الحازمي في الاعتبار ص ١٨٦: (أما الأحاديث الواردة في غسل الرجلين كثيرة جداً مع صحتها، ولا يعارضها مثل حديث يعلى بن عطاء؛ لما فيه من التزلزل؛ لأن بعضهم رواه عن يلعى عن أوس ولم يقل عن أبيه، وقال بعضهم عن رجل، ومع هذا الاضطراب لا يمكن المصير إليه) وانظر كذلك: رسوخ الأحبار ص ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>