للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبصارهم، يفتون بالمتعة. يعرِّض برجل،

فناداه فقال: إنك لجلف (١) جاف، فلعمري لقد كانت المتعة تفعل على عهد إمام المتقين-يريد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له ابن الزبير: فجرب بنفسك، فوالله لئن فعلتها لأرجمنك بأحجارك.

قال ابن شهاب: فأخبرني خالد بن المهاجر بن سيف الله (٢)، أنه بينا هو جالس عند رجل (٣)، جاءه رجل فاستفتاه في المتعة، فأمره بها، فقال له ابن أبي عمرة الأنصاري (٤): مهلاً. قال: ما هي؟ والله لقد فُعلت في عهد إمام المتقين. قال ابن أبي عمرة: (إنها كانت رخصة في أول الإسلام لمن اضطر إليها، كالميتة والدم ولحم الخنزير، ثم أحكم الله الدين ونهى عنها) (٥).

سادساً: عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: لما وليَ عمر بن الخطاب


(١) الجلف: الأحمق. وقيل: الجلف هو الجافي، وهو: الغليظ الطبع القليل الفهم والعلم والأدب لبعده عن أهل ذلك. انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٢٨٠؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٥/ ٣٠٧.
(٢) هو: خالد بن مهاجر بن خالد بن الوليد، المخزومي القرشي، روى عن ابن عباس، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وغيرهما، وروى عنه: الزهري، وثور بن يزيد وغيرهما. انظر: تهذيب التهذيب ٣/ ١٠٩؛ التقريب ١/ ٢٦٤.
(٣) وهو ابن عباس -رضي الله عنه- كما جاء ذكره مصرحاً في رواية عبد الرزاق في مصنفه ٧/ ٥٠٢.
(٤) هو: عبد الرحمن بن عمرو الأنصاري النجاري، وقيل: اسم أبي عمرة: ثعلبة بن عمرو بن محصن، يقال: ولد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعده البعض في الصحابة، وروى عن أبيه، وعن عثمان، وغيرهما، وروى عنه: خارجة بن زيد، ومجاهد، وغيرهما. انظر: الإصابة ٢/ ١١٧٩؛ تهذيب التهذيب ٦/ ٢١٨؛ التقريب ١/ ٥٨٥.
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه ٥/ ٣٠٧، كتاب النكاح، باب نكاح المتعة، ح (١٤٠٦) (٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>