لقيت أبا هفان على حمار مكار، فقلت له: يا أبا هفان، تركب هذا وأنت أنت؟ فأنشأ يقول:
ركبت حمار الكرا ... لقلة من يُعترى
وإن ذوي المكرما ... ت قد أصبحوا في الثرى
ومما يختار له قوله في عبيد الله بن يحيى بن خاقان، وقد أهدي إليه يوم النيروز أنواع الهدايا وكتب أبو هفان:
دخلتُ السوق أبتاع ... وأستطرف ما أُهدي
فما استطرفت للإهدا ... ء إلا طُرف الحمدِ
إذا نحن مدحناك ... رعينا حرمة المجدِ
فسر عبيد الله بأبياته، وحمل إليه مما أهدي إليه شيئاً له خطر جسيم. وأبو هفان هو القائل في ابن ثوابة:
الثوابي فتى ليس له ... في سوى السؤدد والمجد وطرْ
لم يطق أن يتعاطى جوده ... فتعاطاه لنا العام المطر
وله في المبرّد:
ألم تر فتحاً وما ناله ... من الداء والبلغم الهائجِ
رماه المبرد من برده ... بسهم فقرطس بالفالج
وأبو هفان من المشهورين المذكورين، وشعره موجود بكل مكان، وهو أحد غلمان أبو نواس ورواته.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute