للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو تراه يشمه ... قلت مسك بعنبره

أجج العبد ناره ... وهو للنار كندره

أبد الدهر خلفه ... فارس في مؤخره

وحدثني يعقوب بن ناصح البردعي قال: لما قال دعبل هذه الأبيات، وخرج من عند المطلب، جعل يفرق على صبيان الكتاب الزبيب والنبق ويقول لهم: إذا مر بكم أبو سعد فصيحوا:

يا أبا سعد قوصرة ... زاني الأخت والمره

ففعلوا، فطال عليهم، فهرب من بغداد إلى الري، وأقام بها حتى مات. وحدثني أبو جعفر قال: أبو سعد يأخذ نفسه بآلات الأشراف وكان دعياً، وبآلات الشجعاء وكان جباناً، وربما جلس على مزرد. ولكن كان جيد الشعر وهو القائل لدعبل:

ولولا معد وأيامها ... وأنهم السنخ والمنصل

لضاق الفضاء على أهله ... ولم يك ناس ولا منزل

وزلزت الأرض زلزالها ... وأدخل في أست أمه دعبل

وهو كثر الشعر جيده.

<<  <   >  >>