للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سَهْوًا سَجَدَ والأصَحُّ إِعَادَتُهُ كمأْمُومِه بِوَقْتٍ والأرْجَحُ الضَرُوريُّ إِنْ تَبِعَهُ وإلَّا بَطَلَتْ؛ كأن قَصَّر عَمْدًا. والسَّاهِي كَأحْكَام السَّهْوِ، وكأنْ أتَمَّ مَأمُومُه بَعْدَ نِيَّةِ قَصْرٍ عَمْدًا أوْ سَهْوًا أوْ جَهْلًا، فَفِي الْوَقْتِ، وَسَبَّحَ مَأمُومُهُ وَلَا يَتْبَعُهُ، وسَلَّمَ المُسَافِرُ بِسَلَامه، وأتَمَّ غَيْرُهُ بَعْدَهُ أفْذَاذًا، وأعَادَ فَقَطْ بِالْوَقْتِ وإن ظَنَّهُمْ سَفَرًا فَظَهَرَ خِلَافُه أعَادَ أبَدًا؛ إِنْ كَانَ مُسَافِرًا كَعَكْسِهِ، وَفِي تَرْكِ نِيَّةِ القَصْر والإِتْمَام تَردُّدٌ. وَنُدِبَ تَعْجِيلُ الأوْبَةِ والدُّخُولُ ضُحىً (١)، ورُخِّص لَهُ جَمْعُ الظُّهْرَيْنِ بِبَرٍّ

= وقال مالك في مسافر صلى أربعًا أربعًا في سفره كله إنه يعيد ما كان في الوقت، وهذا إذا كان في السفر، كما يعيد ركعتين ركعتين ما كان من الصلوات هو في وقتها، وأما ما مضى وقته من الصلوات فلا إعادة عليه ا. هـ. منه.

وقوله: وإن ظنهم سفرًا فظهر خلافه أعاد أبدًا؛ إن كان مسافرًا كعكسه؛ توضيحه أن مصليًا دخل مع قوم ظنهم مسافرين نأوين القصر فنواه، ثم ظهر أنهم مقيمون، أو لم يظهر له شيء، وجب عليه أن يعيد صلاته تلك أبدًا إن كان هو مسافرًا؛ لأنه إن سلم من اثنتين، فقد خالف إمامه نية وفعلًا، وإن أتم معه فقد خالفه نية الإمام وخالف فعله نيته هو بنفسه، هذا إن ظهر خلاف ما كان يظنه، وأما إن لم يظهر شيء، فوجه البطلان هو احتمال حصول المخالفة، فيحصل الشك في الصحة فتبطل الصلاة.

وإن ظنهم مقيمين فنوى الإتمام فظهر أنهم مسافرون، أو لم يظهر شيء أعاد أبدًا؛ إن كان هو مسافرًا وسلم معهم؛ وذلك لمخالفة فعله نيته، وأما إن أتم فمقتضى القياس الصحة؛ كاقتداء مقيم بمسافر.

وقوله: وفي ترك نية القصر والإتمام تردد؛ يستفاد منه أنه لابد من نية القصر عند كل صلاة لا عند الشروع في السفر.

هذا وليس في هذا إلا الاجتهاد. والله تعالى أعلم بمستنده. والله تعالى هو الموفق.

(١) وقوله: والدخول ضحى؛ هو لما في صحيح مسلم والنسائي من طريق جابر رضي الله عنه: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق الرجل أهله ليلًا؛ يتخونهم أو يطلب عثراتهم. كذا ذكره في جواهر الإكليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>