للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وشرط) بالبناء للمفعول في المؤذن الذي يعتد بأذانه ثلاثة شروط:

الأول: (كونه مسلما)؛لاشتراط النية فيه، وهي لا تصح من الكافر.

الثاني: كونه (ذكرا).

قال في " الفروع ": ولا يعتد بأذان امرأة وفاقاً وخنثى.

قال جماعه: ولا يصح؛ لأنه منهي عنه كالحكاية. وظاهر كلام جماعة

صحته؛ لأن الكراهة لا تمنيع الصحة. فيتوجه على هذا بقاء فرض الكفاية؛ لأنه لم يفعله من هو فرض عليه. وفي كلام الحنفية؛ لأن صورتها عورة. انتهى.

الثالث: كونه (عاقلا) فلا يصح من مجنون؛ كسائر العبادات.

(و) مؤذن (بصير اولى) من مؤذن أعمى؛ لأن البصير يؤذن عن يقين. بخلاف الأعمى، فانه ربما يغلط في الوقت، ومثلهما عارف بالوقت مع جاهل

به.

وعلم مما تقدم صحة أذان الأعمى؛ لأن ابن أم مكتوم كان يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن عمر: " وكان رجلاً أعمى لا يؤذن حتى يقال: أصبحت أصبحت " (١) . رواه البخاري.

قال في " الشرح الكبير ": ويستحب أن يكون معه بصير كما كان ابن

أم مكتوم يؤذن بعد بلال.

(وسن) بالبناء للمفعول (كونه) أي المؤذن (صيتا) أي: رفيع الصوت؛

لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن زيد: " ألقه على بلال فانه اندى صوتا منك" (٢) . واختار أبا محذوره للأذان؛ لكونه صيتا.

ولأنه أبلغ في الإعلام المقصود بالأذان.

وسن أيضاً: أن يكون (امينا)؛ لما روي عن أبي محذورة قال: قال


(١) ١ أخرجه البخاري في " صحيحه " (٥٩٢) ١: ٢٢٣ كتاب الأذان، باب أذان الأعمى.
(٢) ٢ سبق تخريجه ص: (٤٦١) رقم (١).

<<  <  ج: ص:  >  >>