من الروس والصين والأمريكان واليابان وغيرهم.
وألف في ذلك رسالتين نصر فيهما قوله المذكور، واستدل على ذلك ببعض الأدلة والصواب خلاف ذلك.
إذ أن قوله هذا مخالف لنصوص الكتاب والسنة وما عليه العلماء المحققون كما تقدم النقل عن بعضهم، وكما سيأتي مزيد إيضاح ذلك.
ولكننا نجده في آخر حياته طبع كتابه التفسير وذلك بعد تأليف الرسالتين المتقدمتين بسبع عشرة سنة، وسلك في تفسيره للآيات المتعلقة بيأجوج ومأجوج مسلك أهل التحقيق من العلماء، حيث ذكر فيه أن يأجوج ومأجوج يخرجون في آخر الزمان قبل قيام الساعة، وبعد اندكاك السد. وفي هذا احتمال كبير لتراجعه عن هذا القول، إذ لو كان باقيا عليه لأشار إليه في تفسير الآيات المتعلقة به ومما يقوي هذا الاحتمال أنه لم يطبع رسالتيه المتقدمتين ولم يشتهرا عنه، إلا عند القليل من طلبة العلم، حتى جاء الشيخ عبد الله ابن محمود فألف رسالته "لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر"!! ١.
وغلط فيها أغلاطا فاحشة، وخالف ما عليه المحققون من العلماء، وأنكر فيها الأحاديث الواردة في المهدي.
وكان مما أثاره في رسالته تلك القضية التي ذكرها ابن سعدي عن يأجوج ومأجوج وأنهم دول الكفر، فأظهر هذا القول بعد اندثاره وأشهره.
وقد قام فضيلة الشيخ محمود التويجري حفظه الله بالرد على ابن محمود، وبين خطأه وألف في ذلك كتابه: "الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر".
فأفاد فيه وأجاد، وقد استفدت منه كثيراً في هذا الموضوع.
وأما القول بأن يأجوج ومأجوج هم دول الكفر فبطلانه ظاهر من وجوه متعددة:
أحدها: أنه مخالف لما ثبت في النصوص من أن خروج يأجوج ومأجوج لا يكون إلا بعد نزول عيسى عليه السلام وقتل الدجال.
والثاني: أنه ثبت في النصوص أنهم لا يمكثون بعد خروجهم إلا فترة يسيرة من الزمان، وأمم الكفر موجودون على هذه الحالة من أزمان طويلة.
والثالث: أنه ثبت في القرآن والسنة أن السد الذي هم منحازون وراءه لا يندك إلا إذا دنا قيام الساعة.
الرابع: أن هذا القول يخالف ما أخبر الله به عن ذي القرنين أنه جعل بين الناس
١ وللوالد الكريم الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله، رد على هذه الرسالة، عنوانه: "الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي" وهو مطبوع متداول.