للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مطابقة ويدل على الحياة الكاملة والعلم المحيط والقدرة التامة ونحوها دلالة التزام؛ لأنه لا توجد الرحمة من دون حياة الراحم وقدرته الموصلة لرحمته للمرحوم وعلمه به وبحاجته"١.

وقال في موضع آخر مشيراً إلى أهمية هذه القاعدة "وهذه القاعدة تنفعك في جميع النصوص الشرعية فدلالتها الثلاث كلها حجة؛ لأنها معصومة محكمة"٢.

القاعدة السادسة:

(أسماء الله غير محصورة في عدد معين) .

وهذه القاعدة دلت عليها نصوص كثيرة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم منها:-

ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد، وهما منصوبتان وهو يقول "اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك. أنت كما أثنيت على نفسك"٣.

ووجه الدلالة في هذا الحديث "أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه لا يحصي ثناء عليه، ولو أحصي جميع أسمائه لأحصى صفاته كلها فكان يحصي الثناء عليه؛ لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه"٤.

ومنها: ما ورد في حديث الشفاعة الطويل أنه صلى الله عليه وسلم، قال "ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي"٥.

ووجه الدلالة من هذا الحديث أن هناك محامد من أسماء الله وصفاته ويفتح الله بها على رسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت، وهي بلا شك غير المحامد المأثورة في الكتاب والسنة.

ومنها: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضي في حكمك عدل في قضاؤك أسلك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل


١ الحق الواضح المبين /٥٤، ٥٥، وانظر التفسير ٢/١٧٤.
٢ توضيح الكافية الشافية /٩٧.
٣ مسلم ١/٣٥٢، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود.
٤ درء تعارض العقل والنقل ٣/٣٢٢، ٣٣٣.
٥ أخرجه البخاري ٥/٢٢٦، والترمذي ٤/٦٢٤، من حديث أبي هريرة.

<<  <   >  >>