للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ١ "هذا بيان لعظيم جلاله وسعة أوصافه بأن له الأسماء الحسنى"٢.

وقال عند قوله تعالى: {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ٣ "أي له الأسماء الكثيرة جداً، التي لا يحصيها ولا يعلمها أحد إلا هو ومع ذلك فكلها حسنى"٤.

وقال في بيان وجه كونها حسنى هو "أن كل اسم دل على صفة كمال عظيمة، وبذلك كانت حسنى.

فإنها لو دلت على غير صفة، بل كانت علماً محضاً لم تكن حسنى، وكذلك لو دلت على صفة، ليست بصفة كمال بل إما صفة نقص أو صفة منقسمة إلى المدح والقدح لم تكن حسنى.

فكل اسم من أسمائه دال على جميع الصفة التي اشتق منها مستغرق لجميع معناها، وذلك نحو "العليم" الدال على أن له علماً محيطاً عاماً لجميع الأشياء، فلا يخرج عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء"٥.

وقال: "ومن حسنها أنه أمر العباد أن يدعوه بها، لأنها وسيلة مقربة إليه يحبها ويحب من يحبها ويحب من يحفظها، ويحب من يبحث عن معانيها ويتعبد له بها"٦.

القاعدة الثانية:-

(أسماء الله كلها توقيفية) .

ومعنى ذلك أنه ليس هناك وسيلة لمعرفة أسماء الله وصفاته إلا عن طريق الرسل الذين يبلغون عن الله.

وذلك أن الإيمان بالله وصفاته من الإيمان بالغيب، ولا يمكن معرفة الغيب إلا عن طريق الوحي وقد أثنى الله عز وجل على المؤمنين الذين يؤمنون بالغيب وبين أن الإيمان بالغيب من صفات المتقين، فقال سبحانه: {ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} ٧.


١ سورة الأعراف/ الآية ١٨٠.
٢ التفسير ٣/١٢٠.
٣ سورة طه/ الآية١١٠، وسورة الحشر/ الآية ٢٤.
٤ التفسير ٧/٣٤٦، و٥/١٤٥.
٥ التفسير ٣/١٢٠، ١٢١، وانظر الحق الواضح المبين /٥٥.
٦ التفسير ٥/١٤٥.
٧ سورة البقرة/ الآيات ١، ٢، ٣.

<<  <   >  >>