للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان لمحمد بن بشر بابان يدخل من الأكبر أصحابه، ومن الأصغر أحبابه فجاء يوما غلام مليح، وأراد الدخول من الأصغر على عادته، فمنع، فجعل يخاصم البوّاب لإدلاله، فبلغ ذلك ابن بشر، فكتب إليه: [مجزوء الرمل]

قل لمن رام بجهل ... مدخل الظّبي الغرير

بعد أن علق في خدّي ... هـ مخلاة الشّعير

ليته يدخل إن جا ... ء من الباب الكبير

وقال ابن الأبّار: [مخلع البسيط]

لست بصاب إلى معذّر ... بل أنا في حبّه معذّر

لا أعشق الظبي ذا لجام ... لأنه في الظباء منكر

أحسن ما فيه أن تراه ... بين مهاة وبين جؤذر

ينظر قوله: «لأنه في الظبا منكر» إلى قول حبيب: [الوافر]

تعشّقك الكبار يدلّ عندي ... على أنّ الرحى قلبت ثفالا

وقال آخر: [السريع]

لي في أبي يحيى ومشعوقه ... شغل على ذي شغل شاغل

يا ليت شعري قول ذي حيرة ... من منهما المفعول والفاعل!

وقال ابن حصين في محبوب صغير: [مجزوء الرمل]

بأبي ظبي صغير الس ... نّ حازت ثلث سنّي

سرّني أن ليس يدري ... مذهبي فيه وفنّي

فهو يدعوني عمّا ... وأنا أدعوه بابني

وللخبز أرزيّ: [البسيط]

قالوا عشقت صغيرا قلت أرتع في ... روض المحاسن حتى يدرك الثّمر

ربيع حسن دعاني لاتّباع هوى ... لمّا تفتح فيه النّور والزّهر

وقال التّنوخي في جسيم: [البسيط]

من أين أستر وجدي وهو منتهك ... ما للمتيّم في نيل الهوى درك

قالوا عشقت عظيم الجسم قلت لهم ... الشّمس أعظم جسم ضمّه الفلك

وللفقيه ابن حزم: [الطويل]

وذي عذل فيمن سباني حسنه ... يطيل ملامي في الهوى ويقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>