انتشر سمعها في الخلق. فتبادرت الغلمة إلى مولاهم، متباشرين بانكشاف بلواهم، فلم يكن إلّا كلا ولا، حتى برز من هلمم بنا إليه فلمّا دخلنا عليه، ومثلنا بين يديه، قال أبو زيد: ليهنك منالك، إن صدق مقالك، ولم يفل فالك.
***
قطب هذه البقعة، أي رئيس هذه الأرض، وقطب القوم: سيّدهم الذي يلجئون إليه.
وشاه هذه الرقعة: ملك هذه الجزيرة، وأراد بالرّقعة سفرة الشطرنج، وشاهها:
ملك جيشها الذي يتصرّف في بيوتها كيف شاه، وقد أحسن من قال فيها: [البسيط]
أرض مربعة حمراء من أدم ... ما بين خلّين موصوفين بالكرم
تذاكرا الحرب فاحتالا لها شبها ... من غير أن يسعيا فيها لسفك دم
هذا يغير على هذا وذاك على ... هذا يغير وعين الحرب لم تنم
فانظر إلى فطن جاشت بمعرفة ... في عسكرين بلا طبل ولا علم
قوله: كمد، أي حزن. المغارس والمفارش: النساء، كأنّ النّطف تغرس فيهنّ فيكثر الولد منها النّفائس: الكرائم. عقيلة: خيّرة، والعقيلة درّة البحر، وبه سمّيت المرأة لكرمها وشرفها، وكل كريمة من النساء والإبل والخيل فهي عقيلة. الرّقلة: النّخلة الطويلة. الفسيلة: نخيلة تكبّر في أصل النخل، أراد أنّ المرأة حملت بولد. نذرت النذور، أي وعدت بفعل خير إن سلم الحمل. أحصيت: عددت، وعلم ما بقي منها.
حان النّتاج: قرب وقت الولادة صبغ: صنع. الطّوق: الثوب يلبسه المولود بغير جيب، ولمّا سبق إلى جذيمة ابن أخته عمرو، وكان له طوق يلبسه في الصّغر، فقال له: البسه فلم يسعه، فقال: شبّ عمرو عن الطوق، فذهبت مثلا، قال ابن القبطرنة في الحكم بن حزم، وكلّفه ذلك ابن سراج: [الطويل]
رأى صاحبي عمرا فكلّف وصفه ... وحمّلني من ذاك ما ليس في الطّوق
فقلت له: عمرو كعمرو فقال لي ... صدقت ولكن شبّ هذا عن الطّوق
عسر: صعب. مخاض: تحرّك الولد عند الولادة، وقيل: وجع الولادة القرار:
السكون. الغرار: النوم القليل؛ وهو من غرّ الطائر فرخه يغرّه، إذا أطعمه شيئا بعد شيء، وأخذه من قول الشاعر: [الرمل]
لا أذوق النّوم إلّا غرارا ... مثل حسو الطّير ماء الثّماد
ولا يطعم النّوم، أي لا يذوقه، ويقال: طعمه وتطعمه: ذاقه، وفي المثل: تطعّم تطعم، أي ذق تشته. أجهش: أي تهيّأ للبكاء، والإجهاش: تغيّر الوجه عند إرادة البكاء.