* هنيئاً مريئاً في اغتيابي فوائد ... فكل فتى يغتابني فهو لي يهدي
يصلي ولي أجر الصلاة وصومه ... ولي كل شيء من محاسنه بيدي
وكم حاسد قد أنضج الغيظ قلبه ... ولكنه غيظ الأسير على القد
فدونكها تحوى علوماً جليلة ... منزهة عن وصف خد وعن قد
فلا مدحت وصلا لليلى وزينب ... ولا هي ذمت هجر سعدى ولا هند
إليك طوت عرض الفيافي وطولها ... فكم جاوزت غوراً ونجداً إلى نجد
أناخت بنجد فاستراحت ركابها ... وراح خليا عن رحيل وعن شد
فاحسن قراها بالقراءة ناظماً ... عليها جواباً فهي من جملة الوفد
وقد طولت جبراً لضعف نظامها ... كما ستر الوجه المشوّه بالبرد
وصل على المختار والآل انهم ... لحسن ختام النظم واسطة العقد
وقد صفحنا عن جوابها إيجازاً واختصاراً إدراكاً للمأمول وتحصيلاً للمسئول، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب لما قام يدعو الناس إلى إقامة سنة النبي صلى الله عليه وسلم ودينه وهديه ليقتفوا به وبأصحابه من بعده فَيُقَوّموا الشريعة التي عليها من سلف من الأمة، عاداه الناس وآذوه، ونسبوا كل عقيدة باطلة وفعل قبيح إليه، وانقسموا فيه بين مكفر ومخرج، وأجلبوا بجيوشهم ومدافعهم عليه، وما ذنبه إلا أنه يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، فهو الداعي إليه، وهو القائم عليه، ممتثلاً قول الله تبارك وتعالى ومقتدياً برسوله صلى الله عليه وسلم وبمن مضى من الصحابة والتابعين في إقامة الدين {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ومن أعرض ونأى بجانبه عن ملة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة فقد أخطأ وضل وأضل فإلى أين العدول عن ملته أصن تطلب النجاة في غير طريقته، أيدعى مسلم إتباع من لا يشك أنه على الصراط المستقيم وأنه رسول رب العالمين أرسله بالهدى ودين الحق فيتركه ويتبع الشيطان الرجيم الذي قد أخبر الله عنه {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} .