للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأدلة: أ - استدل أصحاب المذهب الأول على حرمة سماع الغناء المجرد بما يلي:

١- قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} ١.

أن لهو الحديث الذي ورد في هذه الآية فسر بالغناء وأشباهه فقد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس في هذه الآية {مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} قال: نزلت في الغناء وأشباهه"٢.

وقال عبد الله بن مسعود وقد سئل عن هذه الآية: "هو الغناء والله الذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات"٣ وبمثل قولهما قال جابر وعكرمة والنخعي وسعيد بن جبير ومجاهد.

وقال الحسن البصري "نزلت في الغناء والمزامير"٤.

٢- قوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} ٥.

أن اللغو في هذه الآية عام، وهو في اللغة الباطل من الكلام الذي لا فائدة فيه، والآية خارجة مخرج المدح لمن يعرض عن اللغو، ولا يخالط أهله ٦.

٣- روى القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامه الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحل تعليم المغنيات، ولا شراؤهن، ولا بيعهن، ولا اتخاذهن؛ وثمنهن حرام، وقد أنزل الله ذلك في كتابه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} ، والذي نفسي بيده ما رفع رجل عقيرته بالغناء إلا ارتدفه شيطانان يضربان بأرجلهما


١ سورة لقمان: الآية ٦.
٢ أخرجه البخاري في الأدب المفرد صفحة ٢٣٤، ٤٣٢، والطبري في التفسير ٢١/٦١، والبيهقي في السنن ١٠/٢٢١، ٢٢٣.
٣ أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٤/٣٦٨، والطبري في التفسير ٢١/٦١، والحاكم في المستدرك ٢/٤٤٥ وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصححه الحافظ ابن حجر أيضا. راجع: التلخيص الحبير ٤/٢٠٠.
٤ السنن الكبرى ١٠/٢٢٣.
٥ سورة القصص: الآية ٥٥.
٦ نيل الأوطار للشوكاني ٨/١٠٤.

<<  <   >  >>