للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعا} ١. فقد دلت هذه الآية على إباحة كل ما أوجده الله لنا في الأرض٢، والتصوير الفوتوغرافي يدخل في معنى هذه الآية، لأنه مما خلق الله لنا في الأرض، ولم يرد في الشرع نص على تحريمه٣.

٢ – إن هذا النوع من التصوير غير متحقق فيه علة التحريم التي قام على أساسها النهي عن التصوير وهي المضاهاة التي تعتبر علة التحريم في التصوير، وذلك لأن التقاط الصورة بالآلة ليس مضاهاة لخلق الله، بل هو نقل للصورة التي خلقها الله تعالى نفسها، فهو ناقل لخلق الله وليس مضاهاة له، فالصورة في التصوير الفوتوغرافي مجرد نقل لتصوير الله سبحانه بآلة التصوير المستخدمة لهذا الغرض٤.

٣ – أن التصوير الفوتوغرافي لا يخرج عن مجرد حبس للصورة الموجودة، وأنه بهذا لا يسمى تصويرا، لأن التصوير إيجاد صورة لم تكن، ولهذا فإن التصوير الفوتوغرافي يشبه الصورة في المرآة وهي لا يمكن أن يقال لها صورة أو إن أحدا صورها، والذي تصنعه آلة التصوير هو صورة لما في المرآة، غاية الأمر أن المرآة "الفوتوغرافي" تثبت الظل الذي يقع عليها، والمرآة ليست كذلك٥.

٤ – أن التصوير الفوتوغرافي له فوائد عديدة، وأن الحاجة داعية إليه، وفيه تحقيق لمنافع العباد حيث إن فيه الإعانة على كمال أمور الدنيا والدين بالنسبة للأمة في مجموعها في هذا العصر.

ب- واستدل المذهب الثاني القائل بتحريم التصوير الفوتوغرافي:

١ – أن علل تحريم التصوير الواردة في النصوص الشرعية موجودة في الصور


١ سورة البقرة: الآية ٢٩.
٢ الحلال والحرام في الإسلام د. يوسف القرضاوي صفحة ١١٣.
٣ حكم ممارسة الفن في الشريعة الإسلامية للشيخ صالح الغزالي ٣٧١.
٤ المجموع الثمين محمد بن صالح العثيمين بتصرف ٢/٢٤٧.
٥ تفسير آيات الأحكام محمد علي السايس ٤/٤٣١ – ٤٣٢.

<<  <   >  >>