للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويظهر من هذا الكلام على خلاص واقع قبل الفداء الموهوم.

وإن قيل إن ذلك [القول في الإنجيل من سيدنا عيسى] كان مثالاً: فنجيب: أن المثل لابد من أن يكون له رابط فيما بينه وبين الممثل به، فكيفسيدنا عيسى يمثل إبراهيم بالنعيم، ويكون يومئذ إبراهيم على رأيكم في جوف الجحيم.؟ وما هو الرابط فيما بين المثل والممثل به؟

[وغلاقة هذا المبحث تراه في كتاب الأجوبة الجلية١ أصول وخصوم، أي ردودهم وجواباتها] ، مع قوله الصريح: بأني لم آت لأدعو صديقين، بل خطاة إلى التوبة ٢.

فإذاً ينتج: أنه يوجد صديقين وما أتى ليدعوهم؛ لأنه في مقدم هذه الجملة قد أورد سنداً قوياً لها وهو قوله: إن الأصحاء لا يحتاجون إلى طبيب لكن المرضى ٣.

والبيان الأخير؛ أن هذا الرأي، أي: بأن الخطيئة موروثة من آدم، والمسيح خلّص البشر منها هو رأي [منكر] الآن عند النصارى الموحدين٤، ومن ذلك يظهر أنه تزوير محدث.


١ كتاب الأجوبة الجلية في دحض الدعوات النصرانية. انظر: المقدمة ص٢٨.
٢ مرقس ١٧:٢، لوقا ٣٢:٥.
٣ من قوله ((مع قوله الصريح)) إلى قوله ((لكن المرضى)) ليس في. د.
٤ سبق الحديث عن النصارى الموحدين ص ٦٤.

<<  <   >  >>