للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وحيث لايثبت صحة المدلول إلا بالدليل١، والدليل هنا بقاء القصاصات (التي شرحناها هو ظاهر بين، فينتج إذاً من كون القصاصات) باقية:٢ أن المسيح ما عمل خلاصاً كما يزعمون، وهذا هو المدلول الصحيح الذي لا شك فيه، لأن بهذا الميزان انتقض مدلولهم٣.


١ كلام المصنف هنا فيه اختصار شديد، لأن مراده أنه لا تثبت صحة دعوى النصارى في الخطيئة والفداء، وهي المدلول عليه إلا بصحة الدليل، وهو ارتفاع قصاص الخطيئة، الذي هو الموت والتعب بفداء المسيح، ولما لم يصح الدليل وذلك ببقاء الموت والتعب لم يصح المدلول، الذي هو الفداء.
٢ وردت العبارة في. د على النحو الآتي ((وأنها هي بالتمام باقية، فيستدل من ذلك أن))
٣ حاشية (اعلم أنه لو قيل [من بعض علماء النصارى] إن هذه العوارض المشروحة كالأوجاع والموت الموجود الآن، وأنها بعد مجئ المسيح لم تعد تحسب شيئا عند التابعين له ولا نظن أنها موت وأثقال، فنجيب: والحال أنّ عيسى نفسه كان يتضيق منها ويحزن ويتهرب من الموت ويطلب من الله رفعه عنه، وأيضا (نجد أن) هذه العوارض بعد المسيح كان حصولها وشكلها عند النصارى كمثل شكلها عند الذين هم خارجين عن النصرانية، لأن (محبي عيسى) الذين (مااعتبروا) الموت والعوارض شيئا (كالمحبين) الموجودين خارج دين النصرانية الذين (بذلوا) دماءهم (وجهدهم) رغبة في دينهم، فإذاً (لاتصح دعوى المدعي) ، لأن في القرآن الشريف إن الذين يموتون شهداء (في سبيل الإيمان لا يقال عنهم أموات بل أحياء) .

<<  <   >  >>