للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أعني دفع الكرم الذي هو الشريعة الطاهرة إلى آخرين، الذين هم (ذرية) إسماعيل عوضاً عن بني إسحاق ويعقوب١ عليهم السلام، الذين كانت الشريعة عندهم، وحواريي سيدنا عيسى هم (من نسلهم) ، وأما الفعلة الآخرون هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك لمطابقة قوله: "إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة لكي يصنعوا ثمرتها"، ولم يقل ههنا لأمم، بل قال: لأمة، لكونه (قصد هنا) الأمة الإسماعيلية، التي أخذت البركة قبل إسحاق عليه السلام٢، التي إمامها ونبيها هو محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنها٣ تنبث إلى غيرها*.

فمن هنا يتضح أن الجملتين أعني قوله: "ويدفع الكرم إلى فعلة آخرين"، وقوله إذ سمى الكَرْم "ملكوت"، وأنه ينزع منكم ويعطى لأمة يصنعون ثمرته، هما مقولتان من عيسى عليه السلام على نبينا صلى الله عليه وسلم وأمته


١ في. د "عوضاً عن بني إسرائيل".
٢ جاء في. د حاشية ليست في. ت ونصها "لاحظ هذه البركة التي لإسماعيل في سفر التكوين في الإصحاح السادس عشر والسابع عشر، التي ما أخذت مفعولها إلا في ذات شخص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم". وهي قريبة من معنى الحاشية الآتية الواردة في. ت.
٣ في. ت "تنبت"، وفي. د "من تنبث"، ويبدو أن صوابها ما أثبت ويكون معناها: من ذرية إسماعيل تنتشر البركة على باقي الأمم.
(*) حاشية: (اعلم أنّ البركة المقولة من الله سبحانه في سفر التكوين إلى سيدنا إبراهيم المتعلقة في إسماعيل لم (تتحقق) إلا في المصطفى صلى الله عليه وسلم وسليله، التي صدقت عليه هذه البركة مع كل علايمها وعليك في مراجعتها) .

<<  <   >  >>