للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد تأخر مجيئه حتى يكمل شر اليهود بقتلهم التابعين لعيسى، بل (وكذلك) الكافرين وغيرهم، من الذين غلوا بعيسى عليه السلام، حتى إنهم تجاوزوا به حدّه (وجعلوه) إلهاً، فلما جاء صلى الله عليه وسلم، بعد سيدنا عيسى عليه السلام كان الله تعالى معه معاضداً ومساعداً، لكونه له رسولاً ونذيراً، لأنهعليه السلام أهلك الأرديا {الذين أشار عنهم عيسى} ، وأما سيدنا عيسى فما جاء مرة أخرى حتى يستدل عليه به، ولا غيره أتى بعده وأهلك الأرديا، الذين أشار عنهم هو، و"دفع الكَرْم"، أي: الشريعة، إلى خلافهم، (وإنما) الذي جاء وأهلك الأرديا هو نبينا الكامل صلى الله عليه وسلم * وأن الذين عملوا (مفاسد) من عهد عيسى [وماتوا من العصاة إلى زمان نبينا كثيرون] ، وأما سيدنا عيسى فلم يقصدهم ولا كانوا كالمرسلين١، بل إنه قصد رجلاً رب كرم، يدفع الكَرْم إلى فعلة آخرين،


(*) حاشية: (اعلموا أنه قد يتوهم بعض من علماء النصارى ويقولون: إن هذا المجئ هو متعلق بعيسى وإنه سوف يأتي بالقيامة. والحال أن القيامة (إذا قامت يكون) زمان الأعمال والشريعة قد مضى وانتهى وليس يوجد أعمال وشرائع (يؤديها) البشر وهنا عيسى عليه السلام يقول: ويدفع الكرم إلى فعلة آخرين ليعطوه ثمرته. فيظهر من قوله هذا أنه يوجد بعد مجئ رب الكرم الذي وعد فيه عيسى زمان (فيه) أعمال وثمار ترجى من البشر، وهي هذه التي ابتدت من حين ظهور محمد صلى الله عليه وسلم، الذي نزع الملكوت، وأعطاها لأمته الشريفة حتى يثمروا، كما تنبأ عنهم ههنا عيسى عليه السلام. وقد اختلف نص الحاشية في. د قليلاً عما هو في. ت.
١ هكذا في النسختين ولم يتبين لي مراده منها.

<<  <   >  >>