للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويسخر من الذين مكروا به وخدعوه" (١) . وكلاهما أي لامنس وكازانوفا منحرف في تعصبه، وقد رد عليهما الفرنسي المسلم ناصر الدين دينيه في كتابه "الشرق في نظر الغرب" (٢) .

والواقع أن اهتمام لامنس بالسيرة النبوية في مختلف جوانبها لم يفد البحث العلمي في شيء (٣) فإذا كان الباحثون المسلمون لا يمكنهم الوثوق بكتابات هذا الرجل أو الاعتماد عليها فإن المستشرقين بدورهم نبهوا على خطورة ونتائج الاعتماد على كتابات "لامنس" الذي ذهب بعضهم إلى القول بأنها تشوِّه صورة المستشرقين الجادين في أبحاثهم ودراساتهم.

يقول عنه المستشرق الفرنسي مكسيم رودنسون:" لقد كان متعصبا وحقودا على الإسلام ونبيه وعلى عرب الصحراء، حريصا على نقل أفكار إنياس جولدزيهر في حق الإسلام ودفع إلى أقصى حد متطرف تحليله النقدي للسيرة والسنة النبوية، ويستطرد رودنسون قائلا: "بيد أن مبالغة لامنس في نقد السيرة وتحطيم أصولها ومرتكزاتها كان له أكبر الأثر في إعادة النظر من لدن المستشرقين في مصادرهم، حيث بدأ عهد جديد في بحث السيرة يعتمد الأصول العربية للسيرة" (٤) .

ومن المستشرقين الفرنسيين الذين سعوا من خلال تشبعهم بالخلفية الدينية


(١) Casanova ; Mahomet et la fin du monde- Paris –p.
(٢) E Dinet: L'orient vu par l'occident Paris
(٣) من المؤسف حقا أن يكون تحرير مواد كثيرة في دائرة المعارف الإسلامية في طبعتها الأولى قد أسند إلى لامنس.
(٤) M Rodinson: Bilan des études Mohammadiennes p.

<<  <   >  >>