للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ريب أنَّ هذا دالٌ على أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم تفارقه روحه، وقد تكلف السيوطي من القائلين بحياة الأنبياء عليهم السلام إلى تأويل هذا الرد وهو قوله: "إلا رد الله علي روحي" بما هو مردودٌ١، وقد حقق ابنُ القيم أنَّ للأرواح بعد مفارقتها الأبدان اتصالٌ٢ بالأبدان بسببه يعرف الميت زائره كما ثبتت به الأحاديث في كلِّ مؤمن، وبسببه يرد السلام على من يسلم عليه وهو مع ذلك ميت مفارق لروحه٣ وقد نقلنا كلامه في "جمع الشتيت"٤ وبسطناه في "أوائل التنوير شرح الجامع الصغير" في حديث الإسراء.

وأما قوله: "يأكلون، ويشربون، ويصلون، ويحجون، بل وينكحون" فلم يأت خبر بهذه من الأخبار التي ادعاها٥، ولا رأينا ما يدل عليها إلا ماورد عن ابن عباس أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بقبر موسى عليه السلام وهو قائم يصلي فيه٦.

وأخرج أبو يعلى في مسنده والبيهقي في كتاب حياة الأنبياء عن أنس أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الأنبياء أحياءٌ في قبورهم


١ انظر: إنباه الأذكياء في حياة الأنبياء عليهم السلام (ص:٢٥٥، ٢٥٦) ضمن مجموع الرسائل التسع.
٢ كذا في الأصل، والصواب: اتصالاً.
٣ انظر: الروح لابن القيم (ص:٨٤ وما بعدها) .
٤ انظر: جمع الشتيت (ص:١٦٣ وما بعدها) .
٥ في (أ) : "ادعها".
٦ أخرجه مسلم (٤/١٨٤٥) من حديث أنس رضي الله عنه.

<<  <   >  >>