٢ بل هذا الاشتراط لا دليل عليه ولا أصل له، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "والذين قالوا من شرط الآيات أن تقارن دعوى النبوة غلطوا غلطاً عظيماً، وسبب غلطهم أنَّهم لم يعرفوا ما يخص: الآيات، ولم يضبطوا خارق العادة بضابط يميز بينها وبين غيرها، بل جعلوا ما للسحرة والكهَّان هو أيضاً من آيات الأنبياء إذا اقترن بدعوى النبوة، ولم يعارضه معارض، وجعلوا عدم المعارض هو الفارق بين النبي وغيره، وجعلوا دعواه النبوة جزءاً من الآية فقالوا: هذا الخارق إن وُجِد مع دعوى النبوة كان معجزة، وإن وُجِد بدون دعوى النبوة لم يكن معجزة، فاحتاجوا لذلك أن يجعلوه مقارناً للدعوى ... " النبوات (ص٣٢٢) ، وانظر أيضاً النبوات (ص١٥١ وما بعدها) . ٣ وعلى هذا بنى هؤلاء إنكار كرامات الأولياء؛ إذ هذه الطريقة عند المتكلمين هي أتمّ الطرق التي يقرِّرُون بها نبوة الأنبياء، ولأجلها التزموا إنكار كرامات الأولياء؛ لظنِّهم أنَّ النبوة لا تُعرف إلا بالمعجزة.