للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رفل الرجل: إذا تبختر في مشيه وجر ذيله؛ فشبه الثناء بالحلل؛ لما فيه من الزينة والجمال، وإنما عندك الإعدام هو عدم الثناء لا عدم المال، فلهذا أبيت الحلل واكتسيت من الثناء الحلل.

عيبٌ عليك ترى بسيفٍ في الوغى ... ما يصنع الصّمصام بالصّمصام

ترى: أي أن ترى بسيف، أي مع سيف.

يقول: أنت سيف فلا حاجة لك إلى حمل سيف في الحرب، وحمله عيب عليك لأنك أمضى منه.

إن كان مثلك كان أو هو كائنٌ ... فبرئت حينئذٍ من الإسلام!.

أقسم بالبراءة من الإسلام، إن كان له نظير في زمانه، أو سيكون في مستقبل أيامه!.

ملكٌ زهت بمكانه أيّامه ... حتّى افتخرن به على الأيّام

زهت: أي زهيت، فأبدل من الكسرة فتحة فصارت الياء ألفاً، ثم سقطت لسكونها وسكون التاء الساكنة بعدها، وهذه لغة طيئ.

يقول: أيامه افتخرت بمكانه فيها على سائر الأيام؛ لأنه كساها فخراً وزادها على الأيام شرفاً.

وتخاله سلب الورى من حلمه ... أحلامهم فهم بلا أحلام

من حلمه: أي بحلمه. والأحلام: العقول.

يقول: إذا رأيت عقله وعقل الناس، ظننت أنه سلبهم عقلهم ورأيهم فلا عقول لهم.

وإذا امتحنت تكشّفت عزماته ... عن أوحديّ النّقض والإبرام

الأوحدي: منسوب إلى الأوحد.

يقول: إذا جربت عزمه رأيته أوحداً في نقضه وإبرامه، لا نظير له في أفعاله.

وإذا سألت بنانه عن نيله ... لم يرض بالدّنيا قضاء ذمام

يقول: إذا استمحنت بنانه، استحقر الدنيا بأسرها في قضاء حقك وحرمة سؤالك.

مهلاً! ألا لله ما صنع القنا ... في عمرو حاب وضبّة الأغتام

ألا لله: تعجب. وما: بمعنى الذي، وقيل: استفهام، وأراد عمرو بن حابس، فرخم في غير النداء وهو جائز عند الكوفيين، ولا يجيزه البصريون، والأغتام: جمع الغتم وهو الجاهل الجافي.

يقول: اكفف عن هاتين القبيلتين فقد أوقعت بهم وقعة كبيرة.

لمّا تحكّمت الأسنّة فيهم ... جارت وهنّ يجرن في الأحكام

جارت: أي عليهم.

يقول: لما جعلت الرماح حكماً بينك وبينهم، جارت عليهم في حكمها، وعادتها أن تجور إذا حكمت؛ لأنها تقتل الناس.

فتركتهم خلل البيوت كأنّما ... غضبت رءوسهم على الأجسام

يقول: تركتهم وسط البيوت قتلى، أجساماً بلا رءوس، فكأن رءوسهم غضبت على جسومهم ففارقتها.

أحجار ناسٍ فوق أرضٍ من دمٍ ... ونجوم بيضٍ في سماء قتام

يعني: أن الأرض احمرت بما سال من دمائهم، وهم مصروعون على الدماء كالحجارة على الأرض، وكأن السيوف كانت تلمع في الغبار، كما تلمع النجوم في السماء.

لما جعل الأرض دماً جعل حجارتها القتلى، ولما جعل البيض نجوماً جعل القتام سماء.

ويجوز في أحجار الرفع على إضمار المبتدأ، والنصب على إضمار الفعل: أي أشبهوا أحجاراً، والرفع أجود.

وذراع كلّ أبي فلانٍ كنيةً ... حالت فصاحبها أبو الأيتام

وهذا معطوف على قوله: أحجار ناس.

يقول: إنك قتلتهم وفرقت أوصالهم! فهناك ذراع كل إنسان كل يكنى أبا فلان، كأبي زيد وأبي محمد وغيره، فحين قتلته حالت كنيته، فصار يكنى أبا الأيتام.

وكنيةً نصب على الحال من أبي فلان وقيل: على المصدر: أي يكنى كنية. وقدر انفصال كل أبي فلان لأن كل إذا أضيف إلى اسم واحد في معنى الجمع، لا يقع بعده إلا النكرة، فيقال: كل رجل في الدار، ولا يقال: كل زيد. غير أنه قدر الانفصال اضطراراً، فكأنه قال: كل أب لفلان، كما تقول: رب واحد أمه. أي رب واحد لأمه.

عهدي بمعركة الأمير وخيله ... في النّقع محجمةً عن الإحجام

يقول: عهدت ذلك اليوم خيل الأمير محجمة عن الإحجام: أي مقدمة في الغبار إلى الأعداء؛ لأنها إذا تركت الإحجام فعلت ضده، وهو الإقدام.

صلّى الإله عليك غير مودّعٍ ... وسقى ثرى أبويك صوب غمام

غير مودع: نصب على الحال، دعاء له بالصلاة والرحمة، ولثرى أبويه بالسقيا، ثم قال: لا جعل هذا الدعاء مني وداعاً لك.

وكساك ثوب مهابةٍ من عنده ... وأراك وجه شقيقك القمقام

الهاء في عنده يعود إلى اسم الله تعالى. القمقام: البحر، والقمقام: السيد.

يقول: ألبسك الله الهيبة، وجمع بينك وبين أخيك السيد البحر وهو ناصر الدولة وكان أميراً بالموصل.

<<  <   >  >>