البخيل، ورد فيه ترخيص وتسهيل، مع إبتناء الكتاب، على قصد الإمتاع من كل باب، ما مضمضت بالهجو لساني، وسطرته ببناني.
وهيهفاء يحكيها القضيب تأوداً ... إذا ما انثنت في الريط أو حبراتها
يضيق الإزار الرحب عن ردفها كما ... يضيق بها الأحشاء عن زفراتها
وما ظبية أدماء تألف وحدة ... تزيد ظلال الضال أو أثلاتها
بأحسن منها يوم أومت بلحظها ... إلينا ولم تنطق حذار وشاتها
وقال أبن النبيه:
من لي بسلمى وفي أجفان مقلتها ... للحرب بيض حداد قط ما صحفت
يهتز بين وشاحيها قضيب نقى ... حمائم في أفنانه صدحت
وأسود الخال في محمر وجنتها ... كمسكة نفحت في جمرة لفحت
وقال الحماسي في غير هذا المعنى:
لا تنكحن الدهر ما عشت أيما ... مجربة قد مل منها وملت
تحك قفاها من وراء خمارها ... إذا فقدت شيئاً من البيت جنت
تجود برجليها وتمنع درها ... وإنَّ طلبت منها المحبة هرت
وقوله تحك قفاها: يريد إنّها لا تحسن احتكاكا، فضلا عن غيره. وقوله تجود برجليها، الخ: يريد إنّها تتأتى لمن يريد غشيانها، ولا تصلح للولادة، لأنها قعدت عنها فلا در لها. وتقدم هذا المعنى. وقال الحماسي أيضاً في لتلميح:
إذا اجتمع الجوع المبرح والهوى ... على الرجل المسكين كاد يموت
وفي هذا القدر كفاية من هذا الباب، والله يقول الحق ويهدي السبيل.