للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الرواية عنه؛ لكثرة كلام الناس فيه»، وقال مطين: «كان يكذب»، وقال أبو أحمد الحاكم: «ليس بالقوي عندهم»، وقال ابن عدي: «رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه، وكان أحمد بن محمد بن سعيد -يعني: ابن عُقْدة- لا يحدث عنه لضعفه، وذكر أن عنده عنه قمطرًا، على أنه لا يتورع أن يحدث عن كل أحد».

لخص حاله الحافظ ابن حجر بقوله: «ضعيفٌ، وسماعه للسيرة صحيح».

قلت: ولعل الأقرب أنه يصل إلى مرتبة الصدوق؛ فقد قال الخطيب البغدادي: «كان أبو كريب من الشيوخ الكبار الصادقين الأبرار، وأبو عبيدة السرى شيخٌ جليلٌ -أيضًا- ثقة من طبقة العُطَاردي، وقد شهد له أحدهما بالسماع، والآخر بالعدالة، وذلك يفيد حسن حالته، وجواز روايته؛ إذ لم يثبت لغيرهما قولٌ يوجب إسقاط حديثه، واطراح خبره، وقد روى العُطَاردي، عن أبيه، عن يونس بن بكير أوراقًا من مغازي ابن إسحاق، ويشبه أن يكون فاته سماعها من يونس، فسمعها من أبيه عنه، وهذا يدل على تحريه للصدق، وتثبته في الرواية».

أما ما جرح به فيمكن الإجابة عنه، فتكذيب مطين قد قال فيه الخطيب البغدادي: «وأما قول المطين: إنه كان يكذب فقولٌ مجملٌ؛ إن أراد به وضع الحديث فذلك معدوم في حديث العُطَاردي، وإن أراد به أنه روى عن من لم يدركه فباطلٌ؛ لأن أبا كريب شهد له بالسماع من أبي بكر بن عياش، وقد مات قبل شيوخه إلا ابن إدريس؛ فإنه مات قبل ابن عياش بسنة، ويجوز أن يون أبوه بكَّر به».

وقد ذكر الخطيب أن أبا كريب، سئل عن مغازي يونس بن بكير، فقال: «مرُّوا إلى غلام بالكُنَاس، يقال له: العُطَاردي، سمع معنا مع أبيه».

وقال الذهبي عن تكذيب مطين: «قلت: يعني: في لهجته، لا أنه يكذب في الحديث، فإن ذلك لم يوجد منه، ولا تفرد بشيء».

وأما إجماع أهل العراق على تضعيفه، فقد قال ابن عدي: «ولا يعرف

<<  <   >  >>