للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْمَتُّوثِيُّ١، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الْعَنْسِيُّ قَالا: نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِيُ هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:

"قَالَ الله عز جل: كذبي ابْنُ آدَمَ، وَمَا ٢ يَنْبَغِي لَهُ أن يكذبي، وَشَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ، وَمَا ٢ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتُمَنِي؛ وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إياي فقوله: لن يعدني كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ؛ يَعْنِي بِأَهْوَنِ مَا يَكُونُ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا، وَأَنَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزناد.


وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} .
٨- "وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ" أي: لم يكن له مماثلًا ولا مشاركًا ومشاكلًا؛ بحيث ينتفي معه الصاحبة والولد والوالد، ولما كان الكلام مساقًا لنفي المكافأة عن ذات الباري سبحانه قدمت هذه اللفظة على "أحد"، وكان الترتيب "ولم يكن لي أحد كفئًا" أي: قدم الخبر على الاسم.
وقرئ: "كفوًا" بضم الكاف والفاء، وهي قراءة الأكثرين، وقرأ حفص بضم الفاء وفتح الواو من غير همز "كفوًا"، وقرأ حمزة بإسكان الفاء مع الهمزة في الوصل "كُفْؤًا"، فإذا وقف أبدل الهمزة واوًا مفتوحة، وقرئ في غير المشهور بكسر الكاف.
١ توفي سنة ٣٦٩، وبلغ نيفًا وتسعين سنة.
٢ في الأصل "لم"، والتصحيح من كتب التخريج.

<<  <   >  >>