للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّالِحِينَ ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ المُشْرِكِينَ} ١.

فذكر تعالى صفات إبراهيم - عليه السلام - إمام الموحدين، ثم أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم باتباعه في ذلك، بالتزام التوحيد الخالص ومفارقه طريقة المشركين الظانين به ظن السوء، الضاربين له الأمثال.

وفي سورة الروم بعد قوله تعالى: {وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى..} الآية، ورد قوله سبحانه: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنْ المُشْرِكِينَ مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} ٢.

وتقدم٣ في دلالة السياق أن: "في مجيء قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ... } الآيات، بعد إثبات المثل الأعلى له وحده سبحانه،


١ سورة النحل آية (١٢٠ - ١٢٣) .
٢ سورة الروم آية (٣٠ - ٣٢) .
٣ ص (٩٠٥) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>