للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حضرت صورة الممثّل له ولو تقديراً، فالبيان البليغ يستدعي تجاوز المثل، ومتابعة الكلام عن الممثّل له، وتسقط صورة المثل لتبرز القضايا المقصودة"١.

وهذه الجملة من الآية وهي قوله: {وَوَجَدَ اللَّه عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} .

والتي قبلها وهي قوله: {لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً} تتضمنان حكم اللَّه في هذا النوع من الكفار وأعمالهم.

فحكم اللَّه على أعمالهم في قوله: {لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً} أنها باطلة لا ثواب لها مهما كانت دوافعها ما دامت غير موافقة لما شرع، واستمدت من غير ما أنزل من الوحي على رسل اللَّه.

وحكمه سبحانه عليهم بقوله: {وَوَجَدَ اللَّه عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} فيه بيان بأن اللَّه سوف يؤاخذهم على إعراضهم عن الإِيمان والعلم الحق الذي جاء به الكتاب المبين والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

ونظراً لاختلاف هذا الصنف في دوافعهم وأسباب كفرهم، إذ منهم الأئمة الداعون إلى الضلال، ومنهم المقلدون، ونحو ذلك لم يحدد سبحانه عقاباً بعينه يعم هذا الصنف، بل بين ذلك بلفظ عام يوحي بأن كل نوع


١ أمثال القرآن، وصور من أدبه الرفيع، د. عبد الرحمن حسن حبنكه، ص (١٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>