للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة"١.

فحث صلى الله عليه وسلم على تعلم كتاب الله والعمل به، ثم حث على سنته وسنة الخلفاء الراشدين وحث على التمسك بها مبيناً أن ذلك هو أساس الدين وقوامه، والمخرج من الفتن، والمنقذ من الضلالات. وحذر من البدع في الدين والمحدثات مبيناً أنها طريق الضلال.

ومن أعظم البدع التي حدثت بعده صلى الله عليه وسلم هي التي صرفت الناس عن تلقي العلوم من الوحي المحفوظ، وأوهمتهم بأن هناك طرقا لتحصيل المعارف اليقينية في المطالب الإلهية وغيرها من غير الكتاب والسنة، بل زعموا - وبئس ما زعموا - أن الاقتصار في تحصيلها على الكتاب والسنة قصور لا يوجب لصاحبه معرفة الحقائق.

وأهم هذه الطرق الزائغة طريقان:

١- طريق النظر العقلي الذي اعتمد عليه أهل الكلام، وزعموا أنه هو طريق معرفة الله، بل وأسموه"التوحيد" زورا وبهتانا، وهو قائم على المنطق الفلسفي الأرسطي.

وبالغ المتأخرون من أهل الكلام حتى جعلوا جميع العلوم من فروع


١ رواه الإمام أحمد، المسند (٤/١٢٦) ، والترمذي كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة، (ح٢٦٧٦) (٥/٤٤) ، وقال: "حديث حسن صحيح"، والحاكم في المستدرك (١/٩٥) وقال في بعض طرقه: "هذا إسناد صحيح على شرطهما جميعاً ولا أعرف له علة".

<<  <  ج: ص:  >  >>