للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعرف تارة بإخباره عن نفسه, هكذا قال المصنف تبعا للخطيب فإنه قال في "الكفاية": وقد يحكم بأنه صحابي إذا كان ثقة أمينا مقبول القول إذا قال: " صحبت النبي صلى الله عليه وسلم وكثر لقائي لقائي له" فيحكم بأنه صحابي "مع"١ الظاهر لموضع عدالته وقبول خبره وإن لم "نقطع"٢ بذلك كما يعمل بروايته انتهى٣.

ولا بد من تقييد ما أطلق من ذلك, بأن يكون ما ادعاه لذلك يقتضيه الظاهر أما لو ادعاه بعد مضي مائة سنة من حين وفاته صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقبل وإن ثبتت عدالته قبل ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "أرأيتم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى أحد ممن على وجه الأرض". وكان إخباره بذلك قبل موته بشهر ففي "مسلم" من حديث جابر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: "تسألوني عن الساعة؟ وإنما علمها عند الله وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة "تأتي"٤ عليها مائة سنة" وفي رواية: "منفوسة اليوم تأتي"٤" عليها مائة سنة وهي حية يومئذ"، وفي مسلم: ""تبلغ"٥ مائة سنة" وأخذ بعضهم من هذه الرواية أن أحدا لا يعيش مائة سنة وهو مردود بما في الحديث الصحيح٦: "وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم".

والصواب: أن ذلك مقيد بالظرف فقد جاوز جماعة من العلماء المائة وحدثوا بعد المائة كالقاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أحد أئمة الشافعية والحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي وغيرهما.


١ كذا في خط، وفي ل و "الكفابة":"ص/١٠٠": "في".
٢ هكذا في خط، وفي ل و "الكفاية": "يقطع".
٣ راجع: "الشرح" و "التقيد".
٤ من " صحيح مسلم" "٢٥٣٨"، وفي خط وع: "يأتي" بمثناة من تحت.
٥ من "صحيح مسلم"، وفي خط وع: "يبلغ" بمثناة من تحت.
٦ راجع: "التقييد".

<<  <  ج: ص:  >  >>