للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن عبد البر: ليس له سماع ولا رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من التابعين.

وذكر أبو حاتم أن يوسف بن عبد الله بن سلام له رؤية ولا صحبة له انتهى.

هذا مع كونه حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه رآه أخذ كسرة من خبز شعير ووضع عليها تمرة وقال هذه إدام هذه" رواه أبو داود والترمذي في الشمائل وروى أبو داود أيضا من "حديثه أنه"١ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر "ما على أحدكم إن وجد أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته" ٢. لا جرم أن البخاري عد يوسف في الصحابة فأنكر ذلك عليه أبو حاتم وقال له رؤية ولا صحبة له.

وممن أثبت له بعضهم الرؤية دون الصحبة طارق بن شهاب فقال أبو زرعة وأبو داود له رؤية وليست له صحبة.

"وليس هذا من"٣ باب الرؤية في الصغر فإن طارق بن شهاب هذا قد أدرك الجاهلية وغزا مع أبي بكر رضي الله عنه.

وإنما يحمل هذا على أحد وجهين إما أن يكون "رآه"٤ قبل أن يسلم "ولم"٥ يره في حالة إسلامه ثم جاء فقاتل مع أبي بكر وإما أن يكون ذلك محمولا على أنهما لا يكتفيان في حصول الصحبة بمجرد الرؤية كما سيأتي نقله عن أهل الأصول.

وعلى هذا يحمل أيضا قول عاصم الأحول أن عبد الله بن سرجس رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يكن له صحبة.

قال ابن عبد البر لا يختلفون في ذكره "من"٦ الصحابة ويقولون له صحبة على مذهبهم في اللقاء والرؤية والسماع.

وأما عاصم الأحول فأحسبه أراد الصحبة التي يذهب إليها العلماء وأولئك قليل.

وأما تمثيل الشيخ تاج الدين التبريزي في اختصاره لكتاب ابن الصلاح لمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم كافرا ثم أسلم بعد وفاته "بعبد الله"٧ بن سرجس وشريح فليس بصحيح لما ثبت في صحيح مسلم من


حديث عبد الله بن سرجس قال:
١ من خط، وفي ع: "حديث أنه".
٢ ضبطها في خط بسكون الهاء.
٣ من خط، وفي ع: "وهذا ليس من".
٤ من ع، وفي خط: "يراه".
٥ من خط، وفي ع: "ولم".
٦ هكذا في خط، وفي ع: "في".
٧ من خط، وفي ع: "كعبد الله".

<<  <  ج: ص:  >  >>