للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" فإن هم أبوا; فاسألهم الجزية،.....................................


٢- البقاء في أماكنهم مع الجهاد; فلهم ما للمجاهدين من الغنيمة، وفي الفيء الخلاف.
٣- البقاء في أماكنهم مع ترك الجهاد; فليس لهم من الغنيمة والفيء شيء.
قوله: "فإن هم أبوا": "هم" عند البصريين: توكيد للفاعل المحذوف مع فعل الشرط، والتقدير: فإن أبوا هم، وعند الكوفيين: مبتدأ خبره الجملة بعده. والقاعدة عندنا إذا اختلف النحويون في مسألة: أن نتبع الأسهل، والأسهل هنا إعراب الكوفيين.
قوله: "فاسألهم الجزية": سؤال عطاء لا سؤال استفهام، والفرق بين سؤال الاستفهام وسؤال العطاء: أن سؤال الاستفهام يتعدى إلى المفعول الثاني ب "عن"، قال الله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} ١ وقد يكون المفعول الثاني جملة استفهامية; كقوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ} ٢ وأما سؤال الإعطاء; فيتعدى إليه بنفسه; كقولك: سألت زيدا كتابا.
قوله: "الجزية" فعلة من جزى يجزي، وظاهر فيها أنها مكافأة على شيء، وهي عبارة عن مال مدفوع من غير المسلم عوضا عن حمايته وإقامته بدارنا. والذمي معصوم ماله ودمه وذريته مقابل الجزية، قال تعالى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} ٣ أي: يسلموها بأيديهم، لا يقبل أن يرسل بها خادمه أو ابنه، بل لا بد أن يأتي بها هو.
وقيل: "عن يد": عن قوة منكم، والصحيح أنها شاملة للمعنيين. وقيل: "عن يد": أن يعطيك إياها فتأخذها بقوة بأن تجر يده حتى يتبين له قوتك، وهذا لا حاجة إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>