للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مثل حديث: "الأذنان من الرأس" ١ ونحوه، فهلاّ جعلتم ذلك وأمثاله من نوع الحسن لأن بعض ذلك عضد بعضًا كما قلتم في نوع الحسن على ما سبق آنفًا؟!

وجواب ذلك أنه ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه، بل ذلك يتفاوت فمنه ما يزيله ذلك بأن يكون ضعفه ناشئًا من ضعف حفظ راويه، ولم يختلّ فيه ضبطه له، وكذلك إذا كان ضَعفه من حيث الإرسال زال بنحو ذلك، كما في المرسل الذي يرسله إمام حافظ، إذ فيه ضعف قليل يزول بروايته من وجه آخر٢ ومن ذلك ضعف لا يزول بنحو ذلك


١ قلت: هذا الحديث عندنا صحيح لغيره، فقد روي عن سبعة نفر من الصحابة من طرق مختلفة قوّي المنذري، وابن دقيق العيد، وابن التركماني، والزيلعي أحدها، ولذلك أوردناه في كتابنا "صحيح سنن أبي داود" وتكلمنا عليه هناك "رقم ١٢٣" ثم نشرناه في "سلسلة الأحاديث الصحيحة: رقم٣٦"، وذكرنا فيه طرقه وبعضها صحيح لذاته، فراجعه إن شئت.
وانظر "صحيح سنن أبي داود - باختصار السند" للمؤلف، بإشراف زهير الشاويش، طبع مكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض، توزيع المكتب الإسلامي، الحديث برقم ١٢٢/١٣٤.
٢ قلت: وهذا ليس على إطلاقه كما يأتي نقله عن "شرح النّخبة" لابن حجر "ص٢٣".

<<  <   >  >>