ملك الدانمارك تشكيل لجنة تذهب لارتياد تلك البقاع؛ فأجابه لطلبه وأمر بتشكيل لجنة من خمسة أعضاء١, من بينهم "كارستن نيبور" وجعل تحقيق بعض ما ورد في التوراة عن جغرافية وعادات وحاصلات الشرق؛ ولكن أعضاء الرحلة ماتوا جميعًا فيما عدا نيبور الذي أصدر كتابًا بعد عودته لم يأت بنتائج مهمة، ومع كل فإن هذه الرحلة كانت تمهيدًا لرحلات أوروبية أخرى كما أن الكتاب الذي صدر عنها يعد أول كتاب علمي عن اليمن, حوى نقوشًا مكتوبة بخط المسند وخرائط لأماكن يمنية كانت مجهولة للأوروبين من قبل.
وفي سنة ١٨١٠ تمكن العالم الألماني "سيتزن" من الاهتداء إلى نقوش في ظفار "جنوبي صنعاء" كان نيبور قد أشار إليها في كتابه، كما استطاع أن ينسخ بعض النقوش التي أرسلها إلى أوروبا, ثم اختفى داخل اليمن في ظروف غامضة واختلفت الآراء حول مصيره. وفي سنة ١٨٣٦ تمكن جروتفند الألماني من نشر خمسة نقوش سبئية عثر عليها في صنعاء, كما تمكن الضابط الإنجليزي ولستد ١٨٣٨ من اكتشاف حصن الغراب ونسخ نقشًا على جدرانه يرجع تاريخه إلى ٥٢٥م ثم قام برحلة في غرب وادي ميفعة؛ حيث عثر على آثار حصن كان في منطقة خصبة تعرف حاليًا باسم نقب الهجر.
ويعتبر عام ١٨٤٣ من الأعوام التي شهدت نشاطًا ملحوظًا في ارتياد اليمن؛ حيث ارتاد الرحالة الألماني أدولف فون فريده صحراء الأحقاف شمال حضرموت واكتشف آثار سور قديم في وادي أوبنة بسهل ميفعة الشرقي نقش عليه بكتابة حضرمية. وفي نفس العام قام الصيدلي الفرنسي توماس أرنو
١ تألفت هذه البعثة سنة ١٧٦١ من بيتر فورسكال طبيب سويدي متخصص نبات، كريستان شارلز كرامر جراح وعالم حيوان، فريدريك كريستيان فون هافن عالم لغات ومستشرق، وليم نورتفيد فنان، كارستن نيبور مهندس وعالم رياضيات.