مرحلة جمع الطعام"، "مرحلة إنتاج الطعام"، وقد نضيف إلى ذلك فنعتبر أول إنتاج للطعام ثورة صناعية يطلق عليها "مرحلة الثورة الصناعية الأولى" لما صاحب هذا الإنتاج من صناعات جديدة كالفخار؛ تمييزًا لها عن النهضة الصناعية التي حدثت في القرن الثامن عشر الميلادي التي يمكن اعتبارها الثورة الصناعية الثانية، وفيها بدأت "حركة التصنيع". ومع كل, فما زال مختلف الباحثين يقسمون تاريخ البشر حسب أسس متباينة وفق اختصاصاتهم والدراسات التي يهتمون بها، وهذه التقسيمات جميعها تهدف إلى تيسير دراسة تاريخ الإنسان والأدوار الحضارية التي مر بها؛ إلا أنه ينبغي أن ندرك أنه لا توجد حدود زمنية فاصلة بين قسم وآخر في كل من هذه التقسيمات التي لا يخلو أي منها من نقائص؛ ولكنها على كل حال تتيح لنا تتبع المراحل التي مر بها الإنسان في تاريخه الطويل، وهي -وإن اختلفت في الأسس التي بنيت عليها- تتفق فيما بينها إلى حد كبير؛ بحيث يمكن مطابقة أحد الأقسام في أي من هذه التقسيمات على مراحل واضحة المعالم في التقسيمات الأخرى؛ إذ من الممكن مثلًا التوفيق بين "مرحلة جمع الطعام" والجزء الأول من "دور استعمال الحجر" الذي يعرف باسم "الدور الحجري القديم", وبين "مرحلة إنتاج الطعام" و"الجزء الأخير من عصر استعمال الحجر" و"دور استخدام المعادن" أي: أنها تبدأ بأوائل الدور الحجري الحديث وتستمر إلى وقتنا الحالي؛ وذلك إذا ما تغاضينا عن فترة الانتقال بين "الدور الحجري القديم" و"الدور الحجري الحديث" وهي التي يطلق عليها اسم "الدور الحجري المتوسط"، وإن كان البعض يجعل "مرحلة إنتاج الطعام" قاصرة على الفترة التي مرت على الإنسان ابتداءً من "الدور الحجري الحديث" إلى بداية " العصر التاريخي".
ويبين المخطط التالي تقسيم تاريخ البشر إلى الأقسام الرئيسية العامة:
وإذا كان في مقدورنا الآن أن نؤرخ الأحداث حسب وقت حدوثها بالنسبة