واهاً على خمسينَ عاماً مضتْ ... كانتْ أمامي ثمَّ خلَفْتُها
لو أنَّ عُمري مائةٌ هدَّني ... تذكُّري أنّي تنصَّفتُها
وأنشد علي بن الصباح قال: أنشدني أبو مُحلم:
أُميمَ أُميمَ قد أودى شبابي ... وخلّفَني البطالةَ والتصابي
وقد بادَ اللّذونَ وُلدتُ فيهم ... وقدْ خرجَتْ لطيِّهمْ رِكابي
آخر:
وما ظلمتْكَ الغانياتُ بصدِّها ... وإنْ كانَ في أحكامِها ما يُجَوّرُ
أعِرْ طرفَكَ المرآةَ وانظرْ فإن نبا ... بعينيكَ عنكَ الشيبُ فالشيبُ أجورُ
إذا شَيَّنَتْ عينُ الفتى عيبَ نفسِه ... فعينُ سواهُ بالمساءةِ أجدرُ
مروان:
هزئَتْ عُميرةُ أنْ رأتْ ظهري انحنى ... ومَفارقي عُلَّتْ بماءِ خِضابِ
لا تهزئي مني عُميرةُ إنّني ... أنفقتُ فيكم شِرَّتي وشبابي
محمد بن عبد الملك:
وعائبٍ عابَني بشيبٍ ... لم يعدُ لمّا ألَمَّ وقتَهْ
فقُلْ لمن عابَني بشيبي ... يا عائبَ الشيبِ لا بلغتَهْ
آخر:
ما كنتُ أنظرُ في المراةِ مرّةً ... إلا انظويْتُ على حَزازةِ ثاكلِ
أسفاً على فَقْدِ الشبابِ وظِلِّهِ ... أو روعةً من طالعٍ أو آفلِ
أنشد الربيع:
أصبحتُ لا يحملُ بعضي بعضا ... كأنّما كانَ شبابي قَرضا
آخر:
أتاني المشيبُ بمكروهِهِ ... ودبَّ على عارضي واشتعَلْ
وسوَّدَ وجهي فسوَّدتُهُ ... فعلتُ بهِ مثلَ ما بي فعَلْ
أبو العتاهية:
عَريتُ من الشبابِ وكان غضّاً ... كما يعرى منَ الورقِ القضيبُ
ونُحتُ على الشبابِ بدمعِ عيني ... فما أغنى البكاءُ ولا النحيبُ
فيا ليتَ الشبابَ يعودُ يوماً ... فأخبرُهُ بما صنعَ المشيبُ
ابن المعتز:
ضحكَتْ شَرُّ إذْ رأتْني وقدْ شِب ... تُ وقالتْ: قد فُضِّضَ الأبَنوسُ
قلتُ إنَّ الشبابَ فيَّ لباقٍ ... فأجابَتْ: هذا شبابٌ لَبيسُ
أبو علي البصير:
ربّما رُبما شَممتُ ثيابي ... فحسبتُ النسيمَ منّي عبيرا
ربّما حرّكَ الشبابُ قوامي ... فتوهّمتُ في العظامِ فتورا
العَكَوَّك:
جلالُ مشيبٍ نزَلْ ... بعقبِ شبابٍ رحَلْ
جلالٌ ولكنّهُ ... تَحاماهُ حُورُ المُقَلْ
شبابٌ كأنْ لمْ يكنْ ... وشيبٌ كأنْ لم يزَلْ
طوى صاحبٌ صاحباً ... كذاكَ اختلافُ الدوَلْ
أبو هفّان:
تعجبتْ أنْ رأتْ شَيبي فقلتُ لها ... لا تعجبي فطلوعُ الصبحِ في السُّدَفِ
وزادَها عجباً أنْ رحتُ في سَمَلٍ ... وما درتْ دَرُّ أن الدرَّ في الصدَفِ
محمد بن بشير:
قامتْ تُخاصِرُني بقُنّتِها ... خَودٌ تأطَّرُ، غادةٌ بِكرُ
كلٌّ يرى أنَّ الشبابَ لهُ ... في كلِّ مَبلغِ لذةٍ عُذرُ
جميل بن معمر:
تقولُ بثينةُ لمّا رأتْ ... قُنوءاً من الشعرِ الأحمرِ
جميلُ كبرتَ وأودى الشبابُ ... فقلتُ: بُثينُ ألا فاقصِري
تناسيتِ أيامَنا باللِّوى ... وأيامَنا بذوي الأجفَرِ
وإذْ لُمّتي كجناحِ الغدافِ ... تضمّخُ بالمسكِ والعنبرِ
وأنتِ كلؤلؤةِ المرزبانِ ... بماءِ شبابِك لم تُعصَري
وقد كانَ مضمارُنا واحداً ... فكيفَ كبرتُ ولمْ تكبَري
ابن الرومي:
وعزّاكَ عن ليلِ الشبابِ معاشرٌ ... فقالوا نهارُ الشيبِ أهدى وأرشَدُ
وكانَ نهارُ المرءِ أهدى لسَعيِهِ ... ولكنَّ ظِلَّ الليلِ أندى وأبردُ
آخر:
فأمّا المشيبُ فصبحٌ بدا ... وأمّا الشبابُ فليلٌ أفَلْ
سقى اللهُ هذا وذا مُنعماً ... فنِعمَ المُوَلّي ونِعمَ البدَلْ
ابن الرومي وأحسن فيه:
من شابَ قد ماتَ وهو حيٌّ ... يمشي على الأرضِ مشيَ هالِكْ
لو كان عمرُ الفتى حِساباً ... لكانَ في شيبِهِ فذلكْ
آخر:
ابيضَّ منّي الرأسُ بعدَ سَوادِ ... ودعا المشيبُ خليلتي لبِعادِ
واستُحصدَ القومُ الذي أنا فيهمُ ... وكفى بذاكَ علامةً لحصادِ
آخر:
أصبحَ الشيبُ في المفارقِ شاعا ... واكتسى الرأسُ من مَشيبٍ قِناعا