للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بناء سور "أورشليم". وقد كانت "قيدار" مملكة تسيطر على أرض تمتد من "دلتا" النيل إلى حدود مملكة "يهوذا" فجنوب "ديدان" بحوالي "٢١" كيلومترًا نحو الجنوب في الحجاز، أما في الغرب فتصل حدودها بالبادية١. فملك "قيدار" وهو "جشم بن شهر"، كان إذن هو المعارض لبناء السور، وفي معارضته هذه دلالة -ولا شك- على مقاومته لمحاولة إعادة دولة إسرائيل من بعد السبي.

ويظن أن الإناء الذي عثر عليه بمصر في موضع يقع على مسافة اثني عشر ميلًا إلى غرب الإسماعيلية، وقد دُوِّن عليه اسم شخص يدعى "قينو بن جشم ملك قيدار"، هو ابن "جشم" المعاصر "لنحميا". وعلى ذلك يكون أحد ملوك "قيدار"٢.

وقد كانت "طور سيناء" منذ القديم أرضًا يسكنها العرب، حتى في أيام داود وسليمان. ونجد أن رسالة "القديس بولس" إلى أهل غلاطية تجعل جبل سيناء في ديار العرب، وتذكر أن "طور سيناء" موطن أبناء هاجر، أي: العرب٣, كما نجد أن النقب ووادي عربة كانا من مواطن الأعراب٤. وقد كان أعراب "جشم" وغيره ينتقلون وينزلون في هذه المواطن وعلى مقربة من القدس.

وفي هذا العهد وصل الاتجار بين فلسطين وبين العربية الجنوبية ذروته, فعثر على مواد كثيرة في مواضع متعددة من فلسطين استوردت من العربية الجنوبية. كما عثر في حضرموت على آثار تدل على أنها استوردت من فلسطين وبلاد الشام, وقد كانت حاصلات العربية الجنوبية هي من أهم السلع المطلوبة في فلسطين, ترسل إليها عن طريق البر على ظهور الجمال.

ومنذ عهد "نحميا" أي: أواسط القرن الخامس قبل الميلاد، أخذ العبرانيون


١ Grohmann, Arabien, S. ٢٣, F. V. Winnett, Notes on th Lihyanite and Thamudic Inscriptios, in Museon, ٥١, "١٩٣٨" ٣٠٧, ٣٠٩, W.F Albright New Light on Early Recensions of the Hebrew Bible, In BASOR. Num. ١٤٠, ١٩٥٥, ٣١, W. F. Albright, The Archaeology of Palestine, P. ١٤٥
٢ William Culican, the Medes And Persians, London, ١٩٦٥, P. ١٥١
٣ الإصحاح الرابع، الآية ٢٤ فما بعدها.
٤ W.F. Albright, the Archaeology. P. ١٤٥

<<  <  ج: ص:  >  >>