للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهيكل خائفًا هاربًا، فتسقط منزلته من أعين الناس. وقد أحس "تحميا" بالمؤامرة، فرفض الدخول كما يقول١.

وكان "جشم" العربي من أشد المعارضين لبناء السور، ولتحصين القدس؛ وذلك لأنه كان يرى في هذا العمل إعادة لدولة "يهوذا" ولتنصيب "نحميا" ملكًا على "أورشليم". وقد صرح برأيه هذا إلى "نحميا" في رسالة وجهها إليه نقل "نحميا" منها هذه الكلمات: "وجشم يقول: إنك أنت واليهود تفكرون أن تتمردوا؛ لذلك أنت تبني السور لتكون لهم ملكًا بحسب هذه الأمور. وقد أقمت أيضا أنبياء لينادوا بك في أورشليم قائلين: في يهوذا ملك"٢.

وما كان "جشم" ليعارض بناء أسوار القدس ووضع الأبواب لها، وإعادة حكومة "يهوذا" التي قضى عليها البابليون إلى الوجود, لو لم يكن صاحب سلطان وحكم في أرضين تجاور القدس؛ ولهذا رأى في إعادة الملكية إلى القدس عاصمة مملكة "يهوذا" المنقرضة, تهديدًا له ولمن تحالف معهم على مقاومة هذا المشروع٣.

و"جشم" "Geschem" اسم من الأسماء العربية المعروفة, وفي القبائل العربية قبيلة يقال لها "جشم"، وهي من قبائل "بني سعد"، وهو أيضا "جشم" من أسماء الرجال٤, ويرد بصورة: "جشمو" في الكتابات النبطية٥, ولم يشر "نحميا" إلى موطنه ومكانه؛ ولذلك لا ندري أين كان. وقد ذهب بعض الباحثين في التوراة إلى أنه كان من أهل "السامرة" "Samaria"، وذهب بعض آخر إلى أنه كان من أهل المناطق الجنوبية من "يهوذا" وأنه كان رئيس قبيلة فيها٦.

وذهب بعض الباحثين إلى أن "جشم بن شهرو" "جشم بن شهر"، هو "جشم" المذكور في التوراة, وهو أحد ملوك قبيلة "قيدار" "قدار" "قدور". وهو الذي عارض "نحميا" في سنة "٤٤٤" قبل الميلاد في إعادة


١ نحميا، الإصحاح السادس، الآية ٢ فما بعدها.
٢ نحميا، الإصحاح السادس، الآية ٦ فما بعدها.
٣ "جشم" Enc. Bibli. I, P. ٢٧٣. ff. "Gushamu" "Geshem"
٤ الاشتقاق "١/ ١٥٤"، "٢/ ١٧٧، ٢٠٣، ٢٤٢".
٥ Margoliouth, P. ٤٨, Montgomery, Arabia, P. ٢٩
٦ Hastitns, P. ٢٩١, Enc Bibli. P. ١٧١٠, Hastings, A Dictionary of the Bible, I, P. ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>