للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: كف عن فلانة وفلانة واذكر فلانة وفلانة، فجعل حسان يهجوهم. فلما سمعت قريش شعر حسان، قالوا: إن هذا الشعر ما غاب عنه ابن أبي قحافة، أو متى شعر ابن أبي قحافة.

فمن شعر حسان في أبي سفيان بن الحارث:

وإن سنام المجد في آل هاشم ... بنو بنت مخزوم ووالدك العبد

ومن ولدت أبناء زهرة منهم ... كرام ولم يقرب عجائزك المجد

ولست كعباس ولا كابن أمه ... ولكن لئيم لا يقوم له زند

وإن امرأ كانت سمية أمه ... وسمراء مغمور إذا بلغ الجهد

وأنت هجين نيط في آل هاشم ... كما نيط خلف الراكب القدح الفرد

فلما بلغ هذا الشعر أبا سفيان، قال: هذا كلام لم يغب عنه ابن أبي قحافة"١.

وذكر أن الرسول جعله شاعره الناطق باسمه إذا جاءته الوفود، وتبارى الشعراء أمامه، قام هو للرد عليهم، فحين قدم وفد "بني تميم" بخطيبهم وشاعرهم، ونادوه من الحجرات أن خرج إلينا يا محمد، خطب خطيبهم مفتخرا، ثم قام شاعرهم وهو "الزبرقان بن بدر" فقال:

نحن الملوك فلا حي يقاربنا

...

فينا العلاء وفينا تنصب البيع

قال رسول الله لحسان: قم، فقام وقال:

إن الذوائب من فهر وإخوتهم

...

قد بينوا سنة للناس تتبع

إلى آخر الأبيات. "فقال التميميون عند ذلكم: وربكم إن خطيب القوم أخطب من خطيبنا، وإن شاعركم أشعر من شاعرنا"، ويعد شعره هذا من جيد شعره٢.

وقد روي أن النبي كان يضع لحسان المنبر في المسجد يقوم عليه قائما يهجو


١ الاستيعاب "١/ ٣٣٤ وما بعدها".
٢ الاستيعاب "١/ ٣٤١".

<<  <  ج: ص:  >  >>