للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما ترى رأسي تغير لونه ... شمطا فأصبح كالثغام المجول

فلقد يراني صاحباي كأنني ... في قصر دومة أو سواء الهيكل١

وورد أن الرسول لما "قدم المدينة، فهجته قريش، وهجوا الأنصار معه، فأتى المسلمون "كعب بن مالك" "؟ " فقالوا: أجب عنا، فقال: استأذنوا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ادعوه، فأتى حسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أخاف أن تصيبني معهم تهجو من بني عمي فقال حسان: لأسلنك منهم سل الشعرة من العجين، ولي مقول ما أحب أن لي به مقول أحد من العرب، وإنه ليفري ما لا تفريه الحربة. ثم أخرج لسانه فضرب به أنفه كأنه لسان حية بطرفه شامة سوداء، ثم ضرب به ذقنه، فأذن له رسول الله"٢. وورد "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، تناولته قريش بالهجاء، فقال لعبد الله بن رواحة: "رد عني". فذهب في قديمهم وأولهم، ولم يصنع في الهجاء شيئا. فأمر كعب بن مالك" "ولم يصنع في الهجاء شيئا، فدعا حسان بن ثابت فقال: "اهجهم، وائتِ أبا بكر يخبرك بمعايب القوم". فأخرج حسان لسانه حتى ضرب به صدره، وقال: والله يا رسول الله، ما أحب أن لي به مقولا في العرب، فصب على قريش منه شآبيب شر. فقال رسول الله: "اهجهم، كأنك تنضحهم بالنبل" ٣.

وروي أن الرسول لما هجاه "عبد الله بن الزبعرى"، و"أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب"، و "عمرو بن العاص"، و "ضرار بن الخطاب" قال: "ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟ " فقال حسان: أنا لها وأخذ بطرف لسانه، وقال: والله ما يسرني به مقول بين بصرى وصنعاء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف تهجوهم وأنا منهم؟ وكيف تهجو أبا سفيان وهو ابن عمي؟ " فقال: والله لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، فقال له: "ائت أبا بكر فإنه أعلم بأنساب القوم منك". فكان يمضي إلى أبي بكر ليقفه على أنسابهم. وكان


١ الإصابة "١/ ١٣٢"، "رقم ٥٤٩".
٢ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٣٣٤"، "كعب بن مالك" "هكذا"، بينما الحال يستدعي ذكر "حسان بن ثابت".
٣ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٣٥٤ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>