للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرف بـ "فارع"١. وكان الرسول إذا خرج لغزوة أو معركة أودع أهله حصن حسان، لأنه كان حصنا حصينا. وتذكر "صفية بن عبد المطلب"، أن "حسان" كان في حصنه مع النساء والصبيان فمر يهودي به، وجعل يطيف حوله، فقالت "صفية" لحسان إن هذا اليهودي لا آمنه أن يدل على عوراتنا فانزل إليه فاقتله! فقال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب، لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، فنزلت صفية وأخذت عمودا وقتلت اليهودي. فقالت: يا حسان انزل فاسلبه! فقال ما لي بسلبه من حاجة يا ابنة عبد المطلب٢. وقد دفع بعض العلماء الجبن عن حسان، بحجة أنه لو كان جبانا على نحو ما يقولون لما سكت عن تعييره به خصومه ممن كان يهاجيهم كضرار وابن الزبعرى، وعللوا عدم نزوله من حصنه لقتل اليهودي بحجة أنه كان معتلا في ذلك اليوم. وأنكر بعضهم أن يكون هذا الخبر صحيحا٣. على كلٍ، صح هذا الخبر أم لم يصح فإنا لا نجد لحسان ذكرا في مغازي الرسول ولا في سراياه. بل نجد العلماء مجمعين على أنه "لم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشهدا، لأنه كان جبانا"٤.

ولحسان شعر في رثاء "المطعم بن عدي" والد "جبير بن مطعم"، مات ولم يسلم. وكان "معطم" أجار النبي حين قدم الطائف لما دعا ثقيفا إلى الإسلام، وهو أحد الذين قاموا في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم وبني المطلب. وكان فيما قاله في رثاء "المطعم":

فلو كان مجدا يخلد الدهر واحدا ... من الناس أبقى مجده الدهر مطعما

أجرت رسول الله منهم فأصبحوا ... عبيدك ما لبى مهل وأحرما٥

ومن شعره:

أهوى حديث الندمان في فلق الصـ ... ـبح وصوت المغرد الغرد


١ الإصابة "٢/ ٣٢٥"، "رقم ١٧٠٤"، "فارع حصن بالمدينة، يقال إنه حصن حسان بن ثابت"، تاج العروس "٥/ ٤٤٩"، "فرع".
٢ الإصابة "١/ ٣٢٥"، "رقم ١٧٠٤"، سيرة ابن هشام "٢/ ١٩٣"، "حاشية على الروض الأنف"، الروض الأنف "٢/ ١٩٣".
٣ الروض الأنف "٢/ ١٩٤".
٤ الشعر والشعراء.
٥ السيوطي، شرح شواهد "٢/ ٨٧٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>