للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيسًا بأعلى حضرموت انتجعته ... فنعم أبو الأضياف والليل واكد١

ويظهر من الشعر المتقدم أنه طاف بلادا كثيرة، فيها أرض العجم، وأرض النبط، وبلغ حمص و"أورشليم"، أي القدس، وعمان، وزار جزيرة العرب حتى وصل حضرموت واليمن، وعبر إلى "النجاشي" في داره. وهي أسفار بعيدة متعبة بالنسبة لذلك الوقت، وربما كان هذا الشعر مما أقحم عليه.

وله أشعار كثيرة في مدح "قيس بن معد يكرب"٢، الذي كان يرزقه ويغدق عليه المال، وهو لا يجد غضاضة من التصريح في مدحه له أن لا يحرمه من نداه الجزيل. ولهذا عده علماء الشعر أول من سأل بشعره، وابتذل نفسه في السؤال، وأسرف في الترحال من أجل جمع المال. ومن شعره في "قيس" وفي الاستجداء منه، قوله:

ونبئت قيسا ولم أبله ... كما زعموا خيرا أهل اليمن

فجئتك مرتاد ما خبّروا ... ولولا الذي خبروا لم ترن

فلا تحرمني نداك الجزيل ... فإني إمرؤ قبلكم لم أهن

وهي قصيدة نونية، موجودة في ديوانه٣.

وللأعشى قصيدة في مدح "أبي الأشعث بن قيس" الكندي. والأشعث اسمه "معد يكرب" كان أبدا أشعث الرأس فسمي الأشعث، وهو من الصحابة، وفد على النبي سنة عشرة وأسلم، وكان شريفا مطاعا جوادا شجاعا، وهو أول من مشت الرجال في خدمته وهو راكب، وكان من أصحاب "علي" في وقعة صفين. ومن شعر الأعشى في مدح "أبي الأشعث"، وهو "قيس بن معد يكرب" قوله:


١ الصفة "١٠٠، ٢٢٥" الإكليل "٢/ ١٠٢".
٢ تأريخ ملوك العرب الأولية "١٢٤".
٣ ديوان الأعشى "١٥"، "أوروبا"، شرح ديوان الأعشى "ش"، رسالة الغفران "٢١٨"، وله قصيدة مطلعها:
أأزمعت من آل ليلى ابتكارا ... وشطت على ذي هوى أن يزارا
في مدحه أيضا، راجع ديوانه "ص٣٥"، "أوروبا"، رسالة الغفران "٢٢٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>