للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعره على مستوى رفيع من الوجهة الفنية، ولا يتعرض للأحداث التأريخية التي وقعت في أيامه١.

وقد أخذ عن أبي الأسود جماعة من التلامذة، صاروا من مؤسسي علم النحو عند العرب، ومن مبوبيه ومصنفيه. منهم ابنه عطاء. وكان قد بعج العربية وبرز بها٢. ومنهم يحيى بن يعمر وهو من عدوان بن قيس، وكان عدده في بني ليث بن كنانة، ولقي ابن عباس وابن عمر، وروى عنه قتادة. ومنهم عنبسة بن معدان، المعروف بـ"عنبسة الفيل"، ويقال إن نصر بن عاصم أخذ عن أبي الأسود٣، وأخذ عن نصر "أبو عمرو بن العلاء" البصري، وأخذ عن أبي عمرو "الخليل بن أحمد"، وأخذ عن الخليل "سيبوبه"، وأخذ عن سيبويه "الأخفش"٤. وممن أخذ عن أبي الأسود: ميمون الأقرن، وعبد الرحمن بن هرمز ٥.

وفي رواية: أن الذي برع بعد أبي الأسود ميمون الأقرن، وبعد ميمون عنبسة الفيل، وبعده عبد الله بن أبي إسحاق، فقاس وأكثر، ثم برع بعده أبو عمرو بن العلاء، ولحقه الخليل بن أحمد، إلا أن نظر أبي عمرو أقدم من نظر الخليل.

ثم أتى الخليل في النحو بما لم يأت بمثله أحد قبله في تصحيح القياس، واللطافة والتصريف.

وكان يونس في عصر الخليل، وبقي بعده مدة طويلة، ويقال إن سيبويه مات قبل يونس.

وكان عيسى بن عمر في عهد أبي عمرو وعهد الخليل وكان بارعًا

أيضًا٦. وكان عنبسة الفيل، من أبرع أصحاب أبي الأسود الذين كانوا


١ بروكلمن، تأريخ الأدب العربي "١/ ١٧٢".
٢ القِفْطي، إنباه الرواة "١/ ٢١".
٣ الفهرست "٦٨"، "تسمية من أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي".
٤ القِفْطي "١/ ٦".
٥ ابن الأنباري، نزهة "١١"، طبقات، لابن سلام "٥".
٦ العسكري، المصون "١١٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>