للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظالعًا. قال فضحك به بعض من حضره. فقال أبو الأسود هؤلاء الموالي قد رغبوا في الإسلام ودخلوا فيه فصاروا لنا إخوة، فلو عملنا لهم الكلام. فوضع باب الفاعل والمفعول"١.

"وقيل لأبي الأسود: من أين لك هذا العلم؟ -يعنون النحو- فقال: لقنت حدوده من علي بن أبي طالب –عليه السلام- وكان أبو الأسود من القراء، قرأ على أمير المؤمنين عليه السلام"٢.

وتذكر رواية أخرى، أن أبا الأسود دخل على "علي" فوجده مطرقًا مفكرًا، فسأله عن سبب ما به، فذكر له أمر اللَّحن وما فشا من الخطأ في ألسنة الناس، وأنه يريد أن يصنع كتابًا في أصول العربية، فانصرف عنه، وهو مغموم، ثم عاد إليه بعد أمد، فألقى الإمام عليه رقعة كتب فيها: "الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبئ به، والحرف ما أفاد معنى"، ثم أمره أن ينحو نحوه، وأن يزيد عليه، فجمع أبو الأسود أشياء وعرضها عليه، فكان من ذلك حروف النصب، فذكر منها: إن، وأن، وليت، ولعل، وكأن، ولم يذكر لكن، فأشار الإمام عليه بإدخالها عليها٣.

وذكر "ابن الأنباري ٥٧٧هـ"، "أن من وضع علم العربية، وأسس قواعده، وحدَّد حدوده، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأخذ عنه أبو الأسود. "وسبب وضع علي -رضي الله عنه- لهذا العلم، ما روى أبو الأسود، قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فوجدت في يده رقعة، فقلت: ما هذه يا أمير المؤمنين؟ فقال: إني تأملت كلام الناس فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء -يعني الأعاجم- فأردت أن أضع لهم شيئًا يرجعون إليه، ويعتمدون عليه، ثم ألقى إلي الرقعة، وفيها


١ الفهرست "٦٥ وما بعدها"، القِفْطي، إنباهالرواة "١/ ٦"، "ذكر أول من وضع النحو". أخبار النحْويين، للسيرافي "١٦ وما بعدها"، الإصابة "٢/ ٢٣٣". "٤٣٢٩".
٢ القِفْطي، إنباه الرواة "١/ ١٥".
٣ القِفْطي "١/ ٤"، "ذكر أول من وضع النحو"، معجم الأدباء "١٤/ ٤٩"، ابن الأنباري، نزهة الألباء "٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>